الين الياباني يعزز مكاسبه مع تصاعد رهانات تشديد بنك اليابان وضغوط على زوج USD/JPY قرب 155.00
حافظ الين الياباني على قوته بدعم توقعات رفع الفائدة من بنك اليابان وتراجع شهية المخاطرة، مما يضع زوج الدولار/الين تحت ضغط متزايد قرب مستوى 155.00 الحرج.
افتتح الين الياباني تداولات الأسبوع بنبرة قوية، مواصلًا مكاسبه خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، في ظل تنامي التوقعات بأن بنك اليابان بات أقرب إلى رفع أسعار الفائدة. وجاء هذا الأداء مدعومًا بتحول أكثر تشددًا في تصريحات محافظ البنك كازو أويدا، إلى جانب تحسن ملحوظ في ثقة قطاع الأعمال الياباني.
وعزز الين مكانته كملاذ آمن مع تراجع شهية المخاطرة عالميًا، وهو ما ساعد على تعويض المخاوف المرتبطة بتدهور الأوضاع المالية في اليابان نتيجة خطة الإنفاق الضخمة التي يتبناها رئيس الوزراء سناي تاكايشي. وفي الوقت نفسه، زاد ضعف الدولار الأمريكي من دعم العملة اليابانية، خاصة مع تراجع العملة الخضراء قرب أدنى مستوياتها في شهرين.
وأظهرت نتائج مسح «تانكان» الصادر عن بنك اليابان ارتفاع مؤشر ثقة كبار المصنعين إلى 15 خلال الربع الرابع من عام 2025، مقارنة بـ14 في الربع السابق، كما تحسنت توقعات الشركات للقطاع الصناعي بشكل ملحوظ. وأرجع مسؤولون في البنك هذا التحسن إلى تراجع حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية وقوة الطلب في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة.
وأشار محافظ بنك اليابان مؤخرًا إلى أن البنك المركزي بات قريبًا من تحقيق هدفه للتضخم، ما عزز توقعات الأسواق بإمكانية رفع سعر الفائدة خلال اجتماع السياسة النقدية المقرر في 18 و19 ديسمبر، مع ترجيحات باستمرار مسار التشديد خلال عام 2026. كما أفادت تقارير بأن الحكومة اليابانية لن تعارض هذه الخطوة، رغم استمرار بعض الحذر في الأسواق بانتظار وضوح أكبر لمسار السياسة المستقبلية.
في المقابل، يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا متزايدة نتيجة توقعات بخفضين إضافيين لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال العام المقبل، على الرغم من لهجة الحذر التي يتبناها صناع السياسة. وزادت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تضييق قائمة المرشحين لخلافة جيروم باول، مع تلميحات إلى تفضيل خفض الفائدة، من الضغوط على العملة الأمريكية.
وتترقب الأسواق هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، أبرزها تقرير الوظائف غير الزراعية المتأخر لشهر أكتوبر وبيانات التضخم، والتي قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الدولار على المدى القريب. وحتى ذلك الحين، يستفيد الين من التباين الواضح بين توجه بنك اليابان المتشدد وموقف الاحتياطي الفيدرالي الأكثر ميلاً للتيسير.
من الناحية الفنية، يظل زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني تحت ضغط هبوطي بعد فشله في الاستقرار فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ100 ساعة. ويترقب المتداولون كسرًا واضحًا دون مستوى 155.00، الذي قد يفتح الباب أمام هبوط نحو منطقة 154.35 ثم 154.00. في المقابل، يمثل مستوى 156.00 عائقًا فوريًا أمام أي ارتداد صعودي، في حين أن تجاوز منطقة 156.10–156.15 قد يدفع الزوج نحو 157.00، ثم 157.45، وصولًا إلى القمة المسجلة في نوفمبر قرب 158.00.