الين الياباني يعزز مكاسبه مع تصاعد مخاوف التدخل وتدفقات الملاذ الآمن
واصل الين الياباني تحقيق مكاسب قوية مدعومًا بمخاوف التدخل الحكومي وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة، في ظل ضعف الدولار وتباين السياسات النقدية بين طوكيو وواشنطن.
حافظ الين الياباني على زخمه الصعودي خلال تعاملات الثلاثاء، مع اقترابه من الجلسة الأوروبية، مسجلاً ارتفاعًا لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي. ويأتي هذا الأداء القوي في ظل ضعف العملة الأمريكية وتزايد الإقبال على الين كملاذ آمن، وسط سيولة منخفضة مع اقتراب نهاية العام.
وكانت التصريحات الحازمة لوزيرة المالية اليابانية ساتسوكي كاتاياما من أبرز العوامل الداعمة للعملة، حيث أكدت استعداد السلطات لاتخاذ إجراءات قوية ضد التحركات المضاربية التي لا تعكس الأساسيات الاقتصادية. وجاء ذلك بعد تحذيرات مماثلة من كبار مسؤولي الصرف في اليابان بشأن الهبوط المفرط للين، ما عزز توقعات تدخل محتمل في الأسواق.
في الوقت ذاته، يستفيد الين من تصاعد المخاطر الجيوسياسية العالمية، بما في ذلك التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتجدد الصراع بين إسرائيل وإيران. وقد أدت هذه العوامل إلى توجيه تدفقات الملاذ الآمن نحو العملة اليابانية، مما دعم تفوقها النسبي أمام الدولار.
وعلى صعيد السياسة النقدية، ترك بنك اليابان الباب مفتوحًا أمام مزيد من التشديد النقدي، وهو ما يمثل تباينًا واضحًا مع التوقعات المتزايدة بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026. وقد عزز هذا الاختلاف في المسار النقدي جاذبية الين، رغم كونه عملة منخفضة العائد.
وسجلت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل عشر سنوات أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقدين، مدفوعة بتزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة، عقب قيام بنك اليابان برفع سعر الفائدة إلى أعلى مستوى له منذ 30 عامًا. كما أكد محافظ البنك كازو أويادا التزامه برفع الفائدة إذا تطور الاقتصاد والتضخم وفقًا لتوقعات البنك، مشيرًا إلى أن فرص تحقق هذه التوقعات في ازدياد.
في المقابل، يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط متزايدة مع تسعير الأسواق احتمالية تنفيذ خفضين لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في 2026. كما ساهمت المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي ومصداقية سياسته طويلة الأجل، خاصة في ظل تصريحات حول إمكانية تغيير إطار السياسة النقدية، في دفع الدولار إلى أدنى مستوياته خلال أسبوع.
وبالنظر إلى البيانات المنتظرة، يترقب المستثمرون صدور قراءات اقتصادية أمريكية مهمة لاحقًا اليوم، تشمل التقرير المتأخر للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث وبيانات طلبيات السلع المعمرة. وبعد ذلك، سيتحول التركيز إلى مؤشر أسعار المستهلك في طوكيو يوم الجمعة، والذي قد يوفر دفعة إضافية لتحركات الين على المدى القريب.
فنيا: تشير التحركات الأخيرة إلى تشكّل نموذج قمة مزدوجة هبوطية قرب مستوى 158.00، ما يعزز النظرة السلبية للزوج. ويعكس كسر بعض مستويات التصحيح الفنية تراجع الزخم الصعودي، في حين تُظهر المؤشرات الفنية حيادية تميل إلى الضعف. وقد يؤدي كسر مستويات الدعم القريبة إلى تعميق الخسائر، بينما يحتاج الزوج إلى تعافٍ واضح أعلى المستويات الحالية لاستعادة الاتجاه الصاعد.