الين الياباني يقفز مع تراجع الدولار الأمريكي وسط توتر سياسي وتجاري متصاعد

سجّل الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا في بداية تعاملات الأسبوع، مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي واندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة. وقد تراجع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني إلى ما دون مستوى 148.00 خلال الجلسة الأوروبية المبكرة، مقتربًا من الحد الأدنى لنطاقه اليومي. جاء هذا التحول في ظل قلق الأسواق من تداعيات سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية، وهو ما زاد من إقبال المتداولين على الين الياباني كملاذ آمن.

الضغوط على الين لم تقتصر على العوامل الخارجية، إذ أسفرت انتخابات مجلس الشيوخ الياباني عن ضربة لتحالف الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه كومييتو، مما أثار مخاوف بشأن اتساع العجز المالي في البلاد، مع تصاعد الدعوات لمزيد من الإنفاق وتقليل الضرائب. كما زاد ذلك من حالة الغموض المحيطة بالمفاوضات التجارية بين طوكيو وواشنطن، قبل الموعد النهائي المقرر في الأول من أغسطس لفرض تعريفات جمركية متبادلة.

في المقابل، لا يزال بنك اليابان مترددًا في رفع أسعار الفائدة، خاصة في ظل تباطؤ النمو وركود الأجور وتراجع وتيرة التضخم، ما يضعف من فرص تعزيز الين في المدى القصير. أما الدولار الأمريكي، فيبقى تحت الضغط بعد تصريحات مائلة للتيسير من أحد أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي زادت من التوقعات بخفض محتمل للفائدة قبل نهاية العام، وإن كان بعض المستثمرين لا يزالون يتوقعون تأجيل هذا القرار حتى سبتمبر.

في التحليل الفني، يُظهر زوج الدولار/الين مقاومة واضحة دون مستوى 149.00، مع دعم فوري عند 148.00. وفي حال كسر الدعم التالي عند 147.65، فقد يفتح المجال لمزيد من التراجع نحو مستويات 147.00، 146.60، وربما حتى 145.80، وهو المتوسط المتحرك لـ100 يوم. أما في الاتجاه الصاعد، فإن تجاوز منطقة 149.20 سيعيد فتح الباب أمام محاولة استعادة مستوى 150.00 النفسي. ومع غياب البيانات الاقتصادية المهمة خلال اليوم، يبقى الزوج رهينة لتحركات الدولار العالمية وتطورات المخاطر السياسية والتجارية في اليابان والولايات المتحدة.