الين الياباني يواصل الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي وسط تصاعد المخاوف التجارية واختلاف السياسات النقدية
يحافظ الين الياباني (JPY) على زخمه الصعودي أمام الدولار الأمريكي (USD)، مقتربًا من أعلى مستوياته في عدة أشهر خلال تداولات يوم الاثنين، مدعومًا بتزايد تدفقات المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل استمرار الغموض المحيط بالسياسات التجارية العالمية. وتستمر حالة الترقب لمآلات الحرب التجارية المحتملة في دفع المتداولين نحو الين كملاذ تقليدي.
كما أن الآمال بإحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان تشكل عاملًا داعمًا إضافيًا للين، وسط تصريحات متفائلة من المسؤولين على الجانبين بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق.
اختلاف السياسات النقدية يعزز جاذبية الين
تتعمق الفجوة بين توجهات السياسة النقدية لبنك اليابان (BoJ) والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed)، ما يضيف إلى الضغوط على الدولار الأمريكي. فقد أظهرت بيانات حديثة تسارع التضخم الأساسي في اليابان خلال مارس، مما يعزز التوقعات بمواصلة بنك اليابان دورة رفع الفائدة تدريجيًا. على الجانب الآخر، تستمر الرهانات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يتجه إلى خفض الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، رغم تصريحات رئيسه جيروم باول التي تميل إلى التشدد.
العوامل السياسية والتجارية تزيد من الدعم للين
تتواصل حالة عدم اليقين في الأسواق نتيجة التصريحات المتناقضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التعريفات الجمركية، مما يعزز من الإقبال على الين كأصل آمن. وقد أعرب السفير الأمريكي في طوكيو عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق تجاري، فيما أكد رئيس وزراء اليابان، شغيرو إيشيبا، على رغبة بلاده في التوصل إلى اتفاق عادل مع الولايات المتحدة، يشمل القضايا الجمركية والعملات.
من جانبه، لمح محافظ بنك اليابان كازو أويدا إلى أن البنك قد يتدخل سياسيًا إذا أثرت التعريفات سلبًا على الاقتصاد الياباني، رغم تأكيده على أن معدلات الفائدة الحقيقية لا تزال منخفضة للغاية، ما يتيح المجال لمزيد من الزيادات إذا استمر الزخم الاقتصادي.
وقد عززت بيانات التضخم الأخيرة في اليابان هذا الاتجاه، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى 3.2% على أساس سنوي في مارس، مقابل 3% في فبراير، فيما ارتفع التضخم الأساسي الأساسي إلى 2.9%، مما يدعم التوقعات باستمرار تشديد السياسة النقدية.
في المقابل، يتراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ أبريل 2022، مع تزايد التوقعات بأن الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من يونيو، بالإضافة إلى مؤشرات على ضعف الثقة في الاقتصاد الأمريكي، كما تعكسه عمليات البيع المكثفة في سوق السندات.
التحليل الفني: مزيد من التراجع لزوج USD/JPY مرجح، ولكن بحذر
من الناحية الفنية، يتداول زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) دون مستوى 141.00 لأول مرة منذ سبتمبر 2024، ما يضعه في موقف ضعيف ويزيد احتمالية اختبار مستويات دعم أدنى.
ومع أن مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي يشير إلى دخول السوق في منطقة التشبع البيعي، مما قد يدفع إلى بعض التماسك أو ارتداد طفيف على المدى القصير، إلا أن الاتجاه العام لا يزال هابطًا بوضوح.
في حال استمرت الضغوط البيعية، فقد يتجه الزوج لاختبار مستوى الدعم عند 140.00، يليه أدنى مستوى سنوي قرب 139.55–139.60. أما محاولات التعافي، فقد تواجه مقاومة قوية عند 141.60، ثم 142.00 و142.45، على أن يُنظر إلى أي ارتفاعات لاحقة كفرص للبيع ضمن الاتجاه الهابط المسيطر.
