الين الياباني يواصل التراجع رغم بيانات التضخم القوية وسط مخاوف مالية وسياسات توسعية جديدة
يتراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته في أسبوعين رغم ارتفاع التضخم في قطاع الخدمات، إذ تطغى المخاوف من السياسات المالية التوسعية لرئيسة الوزراء الجديدة على رهانات رفع الفائدة من بنك اليابان قبيل قرارات البنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع.
يستمر الين الياباني في تسجيل خسائر متتالية أمام الدولار الأمريكي لليوم السابع على التوالي، إذ ارتفع زوج الدولار/ين (USD/JPY) صباح الاثنين إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين، ليتداول قرب منطقة 153.25-153.30 خلال الجلسة الآسيوية. ويأتي هذا الأداء الضعيف للعملة اليابانية رغم البيانات الاقتصادية الإيجابية التي أظهرت ارتفاعًا في أسعار الخدمات المحلية.
تشير بيانات التضخم الصادرة اليوم إلى أن مؤشر أسعار المنتجين في قطاع الخدمات الياباني ارتفع للشهر الثاني على التوالي، ليسجل زيادة سنوية بنسبة 3.0% في سبتمبر بعد 2.7% في أغسطس، ما يعزز التوقعات بأن بنك اليابان قد يضطر إلى تشديد السياسة النقدية قريبًا. ومع ذلك، لم تنجح هذه الأرقام في دعم الين، إذ تظل الأسواق متخوفة من النهج المالي التوسعي المتوقع لرئيسة الوزراء الجديدة سناي تاكايشي، التي يُنظر إليها على أنها تميل إلى دعم الإنفاق الحكومي ومقاومة أي تشديد مبكر في السياسة النقدية.
تزيد هذه المخاوف من الضغوط على العملة اليابانية، خصوصًا مع تحسن المزاج العالمي إثر مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث اتفق كبار المسؤولين الاقتصاديين في البلدين على إطار مبدئي لاتفاق تجاري من المقرر مناقشته خلال اجتماع الرئيسين ترامب وشي جين بينغ هذا الأسبوع، مما قلل من الإقبال على الين كملاذ آمن.
في المقابل، عززت بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة التوقعات بخفض قريب في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بعد أن أظهرت تباطؤًا في وتيرة ارتفاع الأسعار خلال سبتمبر. ورغم ذلك، فإن الفارق في توجهات السياسات النقدية بين بنك اليابان والفيدرالي الأمريكي يظل العامل الرئيسي الذي يحدد اتجاه الأسواق خلال الأيام المقبلة.
من الناحية الفنية، فإن اختراق مستوى 153.30 قد يدفع زوج الدولار/الين نحو منطقة 154.00 وربما 154.80، مع احتمالية الوصول إلى الحاجز النفسي عند 155.00. أما في حالة التراجع، فقد يشكل مستوى 152.65 دعمًا فوريًا يليه 152.00، والذي قد يؤدي كسره إلى تسارع عمليات البيع نحو 151.10.
تتجه الأنظار الآن إلى اجتماعات السياسة النقدية لكل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء وبنك اليابان يوم الخميس، حيث من المرجح أن تحدد قراراتهما المسار القادم للين الياباني والدولار الأمريكي خلال الأسابيع المقبلة.