الين الياباني يواصل تألقه: بيانات التضخم تدعم رهانات رفع الفائدة وسط ضعف الدولار الأمريكي
يحافظ الين الياباني على زخمه الصعودي وسط توقعات بتشديد السياسة النقدية من بنك اليابان بعد بيانات تضخم أعلى من المتوقع، بينما يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط بفعل تراجع عوائد السندات ومخاوف العجز المالي. كما تدعم مفاوضات التجارة بين طوكيو وواشنطن الطلب على الين كملاذ آمن.

حقق الين الياباني مكاسب قوية مقابل الدولار الأمريكي في تعاملات الجمعة المبكرة، مستفيدًا من حالة الضعف المستمرة للعملة الأمريكية وارتفاع التوقعات بأن بنك اليابان قد يلجأ إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة. هذا الاتجاه تعززه بيانات التضخم الصادرة مؤخرًا، والتي أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 3.6% سنويًا في أبريل، فيما سجل المؤشر الأساسي – الذي يستثني الغذاء الطازج – 3.5%، وهو ما تجاوز التوقعات وأكد توجه البنك المركزي نحو مزيد من التشديد.
وفي مقابل ذلك، تظهر الأسواق الأمريكية بوادر تراجع في الزخم الاقتصادي، مما يزيد من رهانات المستثمرين على احتمالية خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من العام. كما أن مشروع قانون الإنفاق الواسع الذي أقره مجلس النواب الأمريكي مؤخرًا أثار مخاوف جديدة بشأن ارتفاع العجز المالي في البلاد، ما زاد من الضغوط على الدولار.
في سياق متصل، تشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان تقدمًا ملموسًا، حيث من المقرر أن يزور كبير المفاوضين اليابانيين واشنطن نهاية الشهر الحالي لمتابعة المحادثات. هذا التطور يعزز من الآمال بإبرام اتفاق تجاري قريب، وهو عامل آخر يدفع بالين إلى الارتفاع.
وتتزامن هذه التحركات مع استمرار التوترات الجيوسياسية، لا سيما في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، وهو ما يعزز من جاذبية الين كأصل آمن في أوقات الاضطراب. ويُضاف إلى ذلك مؤشرات على صمود سوق العمل الأمريكي، إذ انخفضت طلبات إعانة البطالة، بينما أظهرت بيانات القطاع الخاص الأمريكي نموًا معتدلًا، ما يجعل التوقعات متباينة.
فنيًا، يتداول زوج الدولار/الين بالقرب من مستوى دعم مهم عند 143.25، وهو يمثل تصحيحًا بنسبة 61.8% من الصعود السابق. وإذا استمر الزخم الهبوطي، فقد يتجه الزوج نحو مناطق دعم إضافية عند 143.00 و142.40، وربما حتى 142.00. أما في حال ارتداد السعر، فإن المقاومة الأولى تكمن في نطاق 144.35-144.40، يليها الحاجز النفسي 145.00، الذي قد يعيد التوازن لصالح المشترين إذا تم اختراقه بثبات.