اليورو تحت ضغط حاد أمام الدولار مع ترقب بيانات التصنيع الأمريكية الحاسمة

يستمر زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) في التراجع لليوم الرابع على التوالي، متداولًا بالقرب من مستوى 1.1515 في جلسة الاثنين بعد أن لامس أدنى مستوياته خلال ثلاثة أشهر حول 1.1500. ويأتي هذا الهبوط امتدادًا للمسار الهابط الذي بدأ الأسبوع الماضي عقب مكاسب محدودة قرب مستوى 1.1670، وسط تزايد قوة الدولار الأمريكي في ظل توجه السياسة النقدية المتشددة للاحتياطي الفيدرالي.

ورغم صدور بيانات أوروبية أظهرت تحسنًا طفيفًا في نشاط قطاع التصنيع، فإنها لم تكن كافية لوقف الخسائر. فقد أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي HCOB لشهر أكتوبر ارتفاعًا طفيفًا إلى 50.0 نقطة مقارنة بـ 49.8 في سبتمبر، ما يشير إلى عودة النشاط إلى مرحلة التوازن، لكنه لم يمنح اليورو أي دعم ملموس أمام الدولار القوي.

تأتي هذه التحركات بعد تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي قلل من توقعات الأسواق بخفض وشيك في أسعار الفائدة خلال ديسمبر. هذه النبرة المتشددة عززت جاذبية العملة الأمريكية، وأضعفت شهية المستثمرين للمخاطرة، ما دفع المتداولين نحو الدولار كملاذ أكثر أمانًا.

وفي المقابل، أكد يواكيم ناجل، رئيس البنك المركزي الألماني وعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، أن الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو لا تزال ضمن التوقعات، مشيرًا إلى أن جميع الخيارات تظل مطروحة أمام البنك في اجتماعه المقبل، مما يعكس حالة من الحذر في التوجهات النقدية الأوروبية.

تتجه أنظار المستثمرين اليوم إلى بيانات التصنيع الأمريكية، وبالأخص مؤشر ISM ومؤشر S&P النهائي لشهر أكتوبر، إذ قد تقدم هذه الأرقام إشارات حاسمة حول متانة الاقتصاد الأمريكي واتجاه سياسة الفيدرالي القادمة. كما يُنتظر أن يدلي عدد من مسؤولي الفيدرالي، بينهم ماري دالي وليزا كوك، بتصريحات قد تسهم في توضيح رؤية البنك حيال مسار أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

بوجه عام، يظل اليورو في وضع دفاعي أمام الدولار القوي، في وقت يراقب فيه المتداولون عن كثب أي إشارات جديدة من البيانات الأمريكية لتحديد المسار التالي للعملة الأوروبية الموحدة.