اليورو يتراجع أمام الدولار دون 1.17 مع ترقب خفض الفائدة الأمريكية
هبط زوج اليورو/الدولار إلى ما دون 1.17 بعد موجة من جني الأرباح عززت قوة العملة الأمريكية، فيما تترقب الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة في سبتمبر مع متابعة حاسمة لبيانات التضخم والوظائف.

شهد زوج اليورو/الدولار تراجعًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع، حيث انخفض بنسبة تقارب 1% ليستقر قرب 1.1610، بعد أن استعاد الدولار الأمريكي زخمه نتيجة لعمليات جني الأرباح التي تلت خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر جاكسون هول. ورغم أن باول أبدى لهجة تميل إلى التيسير النقدي، فإن المستثمرين لا يزالون ينتظرون دلائل أوضح من البيانات الاقتصادية المقبلة.
تشير أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن الأسواق تسعّر احتمالًا مرتفعًا يصل إلى 86% لخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر، وهو ما قد يفتح المجال أمام اليورو لاستعادة مكاسبه واختبار قمم جديدة قرب 1.1830، في حال جاءت البيانات مؤيدة لذلك. ومع ذلك، فإن أي مفاجآت في تقارير التضخم أو أرقام التوظيف الأمريكية قد تؤجل هذا القرار إلى الربع الأخير من العام.
على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت الولايات المتحدة تباطؤًا في مبيعات المنازل الجديدة خلال يوليو بنسبة 0.6% بعد مراجعة أرقام يونيو صعودًا، وهو ما يعكس بعض الضعف في سوق الإسكان. في المقابل، أشار مؤشر IFO الألماني لمناخ الأعمال إلى تحسن نسبي، إذ صعد إلى 89 نقطة مسجلًا أعلى قراءة منذ مايو 2024، رغم اعتراف المعهد بأن وتيرة تعافي الاقتصاد الألماني ما زالت هشة.
وفي خلفية المشهد، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بأكثر من 0.6% ليتجاوز مستوى 98.4، مدعومًا بتصريحات بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، الذين أكدوا أن التضخم لا يزال قريبًا من 3%، أي أعلى من المستوى المستهدف البالغ 2%، مما يجعل قرار خفض الفائدة بحاجة إلى بيانات إضافية قبل اعتماده.
من الناحية الفنية، يواجه اليورو/الدولار ضغوطًا بعد كسر مستوى 1.17، حيث يستهدف البائعون مستوى 1.16، وقد يمتد التراجع نحو 1.1500 إذا زادت قوة الدولار. في المقابل، أي عودة للتداول فوق 1.1650 قد تعيد اختبار 1.17 مجددًا مع احتمالية بلوغ مستويات أعلى إذا دعمت البيانات الاتجاه الصعودي.