اليورو يتراجع أمام الدولار مع عودة القوة للعملة الأمريكية وسط ارتباك في السياسات التجارية
فقد اليورو زخمه أمام الدولار بعد انتعاش مفاجئ للعملة الأمريكية، رغم بيانات ألمانية إيجابية. التذبذب في تصريحات إدارة ترامب بشأن التعريفات الجمركية يعيد الشكوك حول استقرار الدولار على المدى الطويل.

تراجع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسة تداول الإثنين، بعدما تخلى عن مكاسبه المبكرة التي دفعت به إلى أعلى مستوياته الشهرية عند 1.1425، ليهبط لاحقًا إلى نحو 1.1375. جاء هذا الانخفاض مع عودة مؤشر الدولار الأمريكي إلى الصعود، مما ساهم في تعزيز العملة الخضراء أمام اليورو.
رغم التحسن المؤقت في أداء الدولار، لا تزال المخاوف تحيط بمصداقيته بسبب التغيرات المستمرة في سياسة إدارة ترامب التجارية. ففي نهاية الأسبوع، أعلن الرئيس الأمريكي عن تأجيل تطبيق تعريفات جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو، مانحًا الجانبين فرصة إضافية للتفاوض. هذا التراجع المؤقت في التوترات قدم بعض الدعم للأسواق والأسهم الأوروبية، وأعطى دفعة قصيرة الأجل لليورو.
من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن المحادثات مع واشنطن تسير نحو تسريع المفاوضات، في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل المهلة الجديدة. ومع ذلك، فإن تكرار التهديدات بفرض الرسوم، إلى جانب تصريحات ترامب المتقلبة، يثيران تساؤلات بشأن مدى استقرار توجهات السياسة الاقتصادية الأمريكية.
وقد ساهم هذا الاضطراب، إلى جانب التهديدات السابقة بعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والتوسع في خفض الضرائب والإنفاق المتوقع أن يزيد الدين الأمريكي بنحو 3.8 تريليون دولار، في تآكل جاذبية الدولار كملاذ آمن خلال الأشهر الماضية. وفي المقابل، يرى محللون أن اليورو قد يستفيد أكثر باعتباره بديلاً أكثر استقرارًا من حيث السيولة، خاصة في بيئة تتسم بعدم اليقين المالي في الولايات المتحدة.