اليورو يتراجع لأدنى مستوى في أكثر من شهر بفعل بيانات أمريكية قوية وتوقعات الفيدرالي

هبط اليورو لأدنى مستوى له منذ أواخر يونيو مقابل الدولار الأمريكي، مدفوعًا بزخم بيانات أمريكية قوية عززت العملة الخضراء، وسط ترقب حذر لقرارات الفيدرالي الأمريكي.

Jul 30, 2025 - 16:15
اليورو يتراجع لأدنى مستوى في أكثر من شهر بفعل بيانات أمريكية قوية وتوقعات الفيدرالي

شهد زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) تراجعًا حادًا يوم الأربعاء، حيث انخفض إلى ما يقرب من 1.1475، وهو أدنى مستوى يسجله منذ 23 يونيو، متكبدًا خسائر يومية لليوم الخامس على التوالي. ويأتي هذا التراجع وسط استمرار الضغط على العملة الأوروبية، نتيجة القوة المتزايدة للدولار الأمريكي، إضافةً إلى التوترات المحيطة بالاتفاق التجاري الأخير بين واشنطن وبروكسل، الذي يعتبره كثير من المستثمرين منحازًا لصالح الولايات المتحدة.

جاء هذا الأداء الضعيف لليورو بالتزامن مع صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الإيجابية التي عززت من مكانة الدولار في الأسواق. فقد أظهر تقرير ADP للوظائف في القطاع الخاص أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 104 آلاف وظيفة في يوليو، متفوقًا على التوقعات البالغة 78 ألفًا، ومتعافيًا بقوة من تراجع سابق.

كما أشارت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني إلى نمو سنوي نسبته 3.0%، متجاوزًا بشكل لافت التقديرات البالغة 2.4%، ما عزز من الثقة في قوة الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل تراجع معدلات التضخم الأساسية إلى مستويات أكثر اعتدالًا، مما يدعم توجه الفيدرالي نحو التريث بدلًا من رفع أسعار الفائدة مجددًا في الوقت الراهن.

في المقابل، أظهرت بيانات يوروستات أن اقتصاد منطقة اليورو حقق نموًا طفيفًا بنسبة 0.1% في الربع الثاني، بدعم من أداء إيجابي في دول مثل فرنسا وإسبانيا، مقابل انكماش في ألمانيا وإيطاليا. كما كشفت مؤشرات المعنويات عن تحسن نسبي، حيث سجل مؤشر المعنويات الاقتصادية أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر عند 95.8، وتقدمت المعنويات في قطاعي الخدمات والصناعة أيضًا، بينما ظلت ثقة المستهلك دون تغيير.

وفي ظل هذا التباين بين الزخم القوي في الولايات المتحدة والضعف النسبي في منطقة اليورو، تتجه أنظار المستثمرين نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي ومؤتمر جيروم باول الصحفي، بحثًا عن مؤشرات حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية، رغم التوقعات بعدم حدوث تغيير فوري في أسعار الفائدة.