اليورو يترنح أمام قوة الدولار وسط تعليقات أوروبية متشائمة واضطرابات سياسية في فرنسا

اليورو يواصل خسائره لليوم الثالث متأثراً بتصريحات البنك المركزي الأوروبي المتشائمة والاحتجاجات في فرنسا، بينما تدعم البيانات الأمريكية القوية قوة الدولار.

Sep 19, 2025 - 15:23
اليورو يترنح أمام قوة الدولار وسط تعليقات أوروبية متشائمة واضطرابات سياسية في فرنسا

يتعرض زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) لضغوط بيعية متواصلة، حيث سجل انخفاضاً جديداً عند مستوى 1.1765 يوم الجمعة، ليتراجع بذلك من قمته الأخيرة التي تجاوزت 1.1900، وهو أعلى مستوى له في أربع سنوات. وجاء هذا التراجع نتيجة تلاقي عدة عوامل سلبية أثقلت على العملة الأوروبية الموحدة.

على الجانب الأوروبي، دفعت التصريحات المتشائمة لعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ماريو سنتينو اليورو نحو مزيد من التراجع. فقد أكد سنتينو أن البنك لا يستطيع تحمل بقاء التضخم دون الهدف المحدد عند 2% لفترة طويلة، محذراً في الوقت نفسه من مخاطر ضعف النمو الاقتصادي في القارة، ومشيراً إلى أن الخطوة التالية قد تكون خفضاً جديداً في أسعار الفائدة.

إلى جانب ذلك، زادت الاضطرابات السياسية في فرنسا من الضغوط على اليورو، حيث خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في مظاهرات واسعة ضد خطط التقشف. وتركزت الاحتجاجات في كبرى المدن الفرنسية، حيث يطالب المحتجون الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو بإلغاء خطط خفض الإنفاق التي طرحها رئيس الوزراء السابق فرانسوا بايرو.

أما في الولايات المتحدة، فقد عززت البيانات الاقتصادية القوية من وضع الدولار الأمريكي، إذ جاءت مطالبات البطالة وبيانات النشاط الصناعي بأداء أفضل من المتوقع، مما دعم العملة الخضراء. وزاد المشهد أهمية مع إعلان المحكمة العليا الأمريكية أنها ستبت في نوفمبر المقبل بقانونية التعريفات التجارية التي أقرها الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية، والتي أثارت جدلاً واسعاً حول شرعيتها.

بوجه عام، يحتفظ الدولار الأمريكي بنغمة إيجابية مدعومة بالمعطيات الاقتصادية، فيما يظل اليورو تحت ضغط مزيج من العوامل السياسية والاقتصادية في القارة الأوروبية. ومع ذلك، يتوقع أن تبقى مكاسب الدولار محدودة مع ترقب الأسواق لاحتمال إقدام الاحتياطي الفيدرالي على خطوات جديدة للتيسير النقدي خلال الفترة المقبلة.