اليورو يتنفس الصعداء بعد تراجعات حادة.. وترقب حذر لبيانات أمريكية حاسمة هذا الأسبوع
بعد هبوط قوي بفعل اتفاق تجاري غير مُرضٍ لأوروبا، يعاود اليورو التقاط أنفاسه قبيل صدور بيانات أمريكية محورية قد تعيد تشكيل اتجاه السوق.

شهد زوج اليورو/الدولار الأمريكي EUR/USD بعض التعافي في جلسة الثلاثاء، بعد موجة بيع حادة خسر خلالها نحو 2% من قيمته، مدفوعة بتفاصيل اتفاق التجارة الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والذي وُصف من قبل مسؤولين أوروبيين بأنه غير ملائم لمصالح منطقة اليورو.
وقد تمكّن الزوج من الصعود مجددًا من أدنى مستوياته في شهر، عند حدود 1.1525، ليتداول لاحقًا في نطاق 1.1575. وجاء هذا التراجع بعدما تسببت بنود الاتفاق، والتي تضمنت تعريفات بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية، في إثارة قلق واسع داخل العواصم الأوروبية، خاصةً مع التزامات ضخمة باستثمارات وشراء غاز من الجانب الأمريكي.
على الجانب المقابل، عزز الدولار الأمريكي موقعه مستفيدًا من عدة اتفاقيات تجارية جديدة دعمت موقفه الاقتصادي، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى بيانات أمريكية هامة مثل مؤشر ثقة المستهلك وتقارير الوظائف الشاغرة (JOLTS)، استعدادًا لقرارات الاحتياطي الفيدرالي المنتظرة خلال الأسبوع الجاري.
ويرى محللون أن التحركات الحالية لزوج EUR/USD قد لا تتجاوز كونها تصحيحًا تقنيًا بعد تشبّع بيعي، وسط مؤشرات فنية لا تزال تميل إلى الاتجاه الهبوطي. إذ يستقر الزوج دون مستويات مقاومة مهمة مثل 1.1600 و1.1680، بينما يشكّل كسر مستوى 1.1555 دعمًا حاسمًا قد يفتح الباب لمزيد من التراجعات صوب حاجز 1.1500 وربما أدنى من ذلك.
في الوقت نفسه، أظهر استطلاع للبنك المركزي الأوروبي تراجعًا في توقعات التضخم السنوي إلى 2.6%، مما يعزز التقديرات بعدم وجود ضغط نقدي فوري على البنك لدعم اليورو. ويبقى الأداء في الأيام المقبلة مرهونًا برد فعل السوق تجاه البيانات الأمريكية، والتي قد تلعب دورًا محوريًا في تحديد الاتجاه المقبل للعملة الأوروبية.