اليورو يرتد فوق 1.16 مع تراجع الدولار وسط تصاعد التوترات الأمريكية-الصينية وترقب الأسواق لخطاب باول
تعافى اليورو من خسائره الأخيرة متجاوزًا 1.16 دولار مع تراجع العملة الأمريكية بفعل تجدد التوترات بين واشنطن وبكين وتزايد توقعات خفض الفائدة الأمريكية، فيما تترقب الأسواق خطاب جيروم باول بحثًا عن إشارات جديدة حول السياسة النقدية.

سجّل اليورو انتعاشًا أمام الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء، مستعيدًا مستوى 1.1600 بعد أن تراجع إلى أدنى مستوى له خلال اليوم عند 1.1542. جاء هذا الارتداد مدعومًا بضعف الدولار نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب ارتفاع التوقعات بميلٍ أكثر تيسيرًا من جانب الاحتياطي الفيدرالي في الفترة المقبلة.
في أوروبا، ألقت التطورات السياسية في فرنسا بظلالها على المشهد الاقتصادي بعد الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو، الذي أُعيد تعيينه سريعًا في مواجهة تحديات تمرير مشروع موازنة عام 2026. وخلال كلمته أمام الجمعية الوطنية، أقر ليكورنو بأن البلاد تمرّ بـ"مرحلة أزمة"، معلنًا تعليق إصلاح نظام المعاشات التقاعدية حتى الانتخابات المقبلة، مع الإشارة إلى أن تمويل القرار سيتم عبر إجراءات تقشفية، ما يبرز هشاشة الوضع المالي الفرنسي.
في الوقت ذاته، اتخذ مسؤولو البنك المركزي الأوروبي نبرة متفائلة بحذر. وأكدت الرئيسة كريستين لاغارد أن البنك "في وضع جيد بشكل عام"، مشيرة إلى أن المخاطر الاقتصادية أصبحت أكثر توازنًا، لكنها حذرت من استبعاد مزيد من خفض الفائدة إذا استدعت الظروف ذلك. بدوره، قال العضو غابرييل مخلوف إن الاقتصاد الأوروبي "يُظهر مرونة"، مضيفًا أن معدل التضخم يتحرك في النطاق المستهدف.
على الصعيد العالمي، تصاعدت التوترات مجددًا بعدما فرضت بكين رسومًا جديدة على السفن المرتبطة بالولايات المتحدة ردًا على الإجراءات الأمريكية السابقة. ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعريفات بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر، ردًا على قيود الصين على تصدير المعادن النادرة. وزادت حدة التوتر عندما صرّح الممثل التجاري الأمريكي غرير بأن الرسوم الجديدة قد تُطبق في وقت أقرب مما هو معلن، محذرًا من أن واشنطن "تمتلك ضوابط تصدير يمكن تفعيلها إذا لزم الأمر"، ما أبقى المستثمرين في حالة ترقب حذر.
أما في الولايات المتحدة، فتركز الأسواق اهتمامها على خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المقرر مساء الثلاثاء ضمن فعاليات الاجتماع السنوي لجمعية الاقتصاد التجاري الوطنية (NABE) في فيلادلفيا. ويُنتظر أن يقدم باول تلميحات حول مسار الفائدة الأمريكي خلال الأشهر المقبلة، خاصة بعد تصريحات عضو مجلس الاحتياطي ميشيل بومان التي رجّحت خفضين إضافيين للفائدة قبل نهاية العام، في إشارة إلى استمرار نهج التيسير لدعم الاقتصاد الأمريكي.