اليورو يرتفع أمام الدولار مع ضعف بيانات التضخم الأمريكية وتعزز رهانات خفض الفائدة
ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد صدور بيانات تضخم أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة، مما زاد توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
يتداول زوج اليورو/الدولار على ارتفاع ملحوظ يوم الجمعة بعد أن أظهرت بيانات التضخم الأمريكية تباطؤًا أكبر من التوقعات، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى ترجيح استمرار الاحتياطي الفيدرالي في سياسة التيسير النقدي بعد خفض الفائدة الأول في سبتمبر. وسجل الزوج مستوى 1.1635 تقريبًا، موسعًا مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مع تراجع واضح في أداء الدولار الأمريكي.
أفادت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.3% في سبتمبر على أساس شهري، دون التقديرات التي أشارت إلى 0.4%، ومتراجعًا عن القراءة السابقة البالغة 0.4% في أغسطس. وعلى أساس سنوي، ارتفع التضخم العام إلى 3.0% مقارنة بـ2.9% في الشهر السابق، لكنه ظل أقل من توقعات الأسواق عند 3.1%.
أما مؤشر الأسعار الأساسي – الذي يستثني مكونات الغذاء والطاقة – فقد سجل ارتفاعًا بنسبة 0.2% على أساس شهري، وهو ما جاء دون التوقعات البالغة 0.3%، في حين استقر المعدل السنوي عند 3.0%، منخفضًا عن قراءة أغسطس البالغة 3.1%.
أدت البيانات الأضعف إلى زيادة توقعات خفض الفائدة مجددًا من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وتشير عقود الفائدة الآجلة، وفق أداة CME FedWatch، إلى أن الأسواق تسعّر بنسبة تقارب 99% خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المقرر عقده يومي 29 و30 أكتوبر، مع توقعات مماثلة لخفض جديد خلال ديسمبر.
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى ما دون مستوى 99.00 بعد صدور البيانات، حيث قلّص المتداولون مراكزهم على العملة الأمريكية، فيما انخفضت عوائد سندات الخزانة عبر مختلف الآجال، في إشارة إلى تزايد الثقة بأن دورة التشديد النقدي تقترب من نهايتها.
يتجه اهتمام الأسواق الآن إلى بيانات مديري المشتريات (PMI) ومؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميشيغان التي ستصدر في وقت لاحق اليوم، والتي من شأنها أن تقدم إشارات إضافية حول متانة الاقتصاد الأمريكي والمسار المقبل للسياسة النقدية.