اليورو يرتفع أمام الدولار وسط ترقّب الأسواق لقرارات الفيدرالي والمشهد السياسي في ألمانيا
ارتفع اليورو أمام الدولار الأمريكي مع تراجع العملة الخضراء قبيل قرار الفيدرالي، وسط تفاؤل سياسي في ألمانيا بعد اقتراب فريدريش ميرز من تولي منصب المستشار، في حين تبقى توقعات خفض الفائدة الأوروبية عامل ضغط على اليورو.

شهد زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) ارتفاعًا طفيفًا ليقترب من مستوى 1.1350 خلال تداولات الثلاثاء في السوق الأوروبية، مدعومًا بضعف أداء الدولار الأمريكي قبيل إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن قراره بشأن الفائدة. يأتي هذا في ظل توقعات شبه مؤكدة بأن الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة ثابتة للمرة الثالثة على التوالي، ما عزز حالة الحذر لدى المستثمرين وأضعف مؤشر الدولار الأمريكي الذي ظل تحت ضغط قرب مستوى 100.00.
يترقب المستثمرون التوجيه المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية، خصوصًا في ضوء السياسات الاقتصادية الجديدة التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب والتي أثارت جدلاً واسعًا، خاصة بعد فرض تعريفات جمركية أثرت على التوقعات الاقتصادية. رغم هذه المخاوف، عبّر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عن تفاؤله، مشيرًا إلى أن النمو الاقتصادي قد يصل إلى 3% خلال العام المقبل مع تراجع متوقع في العجز المالي.
على الجانب الأوروبي، ساهمت التوقعات السياسية الإيجابية في دعم اليورو، خاصة بعد أن أظهرت التقارير اقتراب زعيم الحزب المحافظ الألماني فريدريش ميرز من تولي منصب المستشار رسميًا عقب فوز حزبه في الانتخابات وتشكيل ائتلاف حكومي. يُنتظر أن يسرّع تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة تطبيق برامج الإنفاق الدفاعي وخطط الاستثمار التي تم الإعلان عنها سابقًا في البرلمان.
لكن مكاسب اليورو قد تبقى محدودة بسبب التوقعات القوية بأن البنك المركزي الأوروبي سيتجه لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، في خطوة تعتبر استمرارًا لسلسلة من إجراءات التيسير النقدي لمواجهة ضعف النمو ومخاطر التضخم المنخفض في منطقة اليورو.
من الناحية الفنية، يحافظ زوج EUR/USD على موقعه فوق مستوى 1.1300، مدعومًا بمتوسطه المتحرك لـ20 يومًا عند 1.1260، مع استقرار مؤشر القوة النسبية ضمن نطاق محايد، ما يشير إلى أن الزخم الصعودي قد يواجه بعض التباطؤ. ومع ذلك، فإن النظرة العامة لا تزال تميل للصعود طالما لم يتم كسر مستويات الدعم المهمة.