اليورو يسجل أعلى مستوى في 4 سنوات أمام الدولار وسط تصاعد هجوم ترامب على باول وضعف البيانات الأمريكية
ارتفع زوج اليورو/الدولار إلى أعلى مستوى منذ 2021، مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي نتيجة انتقادات ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي وتراجع البيانات الاقتصادية الأمريكية. في المقابل، أبدى البنك المركزي الأوروبي استعدادًا لمزيد من المرونة استجابةً للمخاطر الجيوسياسية والتجارية.

واصل اليورو تحقيق المكاسب مقابل الدولار الأمريكي، حيث ارتفع زوج EUR/USD لليوم السادس على التوالي، متجاوزًا حاجز 1.1700 لأول مرة منذ سبتمبر 2021، ليسجل أعلى مستوياته في نحو أربع سنوات. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بتراجع واسع في قيمة الدولار، في ظل تجدد الهجوم السياسي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
خلال مؤتمر صحفي في لاهاي، وصف ترامب باول بأنه "رهيب" و"سياسي"، مشيرًا إلى أنه يدرس تعيين بديل له قبل نهاية ولايته في 2026. هذه التصريحات أثارت قلق المستثمرين من تدخل سياسي محتمل في السياسة النقدية، مما أثر سلبًا على ثقة الأسواق بالدولار الأمريكي، ودفع مؤشره إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
من جهة أخرى، قال لويس دي جويندوس، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، إن قرارات السياسة النقدية القادمة ستُبنى على تحليل البيانات الاقتصادية ومتابعة تطورات التجارة العالمية والمخاطر الجيوسياسية. وأشار إلى أهمية مراقبة أسعار الطاقة وسعر صرف اليورو، مما يفتح الباب لإمكانية اتخاذ خطوات إضافية إذا اقتضت الحاجة.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أظهر تقرير رسمي أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بنسبة 0.5% في الربع الأول من 2025، في قراءة أسوأ من التقديرات السابقة التي بلغت -0.2%، لتكون بذلك أول حالة انكماش منذ ثلاث سنوات. يعود هذا التراجع إلى ضعف في الاستهلاك المحلي وتراجع في الصادرات، ما يعكس تباطؤًا حقيقيًا في الطلب الكلي.
في حين أظهرت بيانات طلبات إعانة البطالة انخفاضًا إلى 236 ألفًا، إلا أن الأرقام ما زالت مرتفعة مقارنة بالمتوسط السنوي، ما يدل على تباطؤ سوق العمل. وعلى الجانب الإيجابي، ارتفعت طلبات السلع المعمرة بنسبة 16.4% في مايو، متجاوزة التوقعات، لكنها لم تكن كافية لتبديد المخاوف حول مستقبل النمو الاقتصادي الأمريكي.
ومع تزايد التشوش في البيانات الأمريكية، واشتداد الضغط السياسي على الاحتياطي الفيدرالي، يترقب المستثمرون صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم الجمعة، لمعرفة ما إذا كان البنك المركزي سيضطر لتغيير موقفه قريبًا. وحتى ذلك الحين، يبدو أن اليورو سيظل في موقع القوة مقابل الدولار الضعيف.