اليورو ينتعش أمام الدولار وسط ترقب لمحادثات التجارة الأمريكية الصينية ومخاوف أوروبية بشأن التضخم

سجل زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات الجمعة، متجاوزًا مستوى 1.1250 بعد أن كان قد لامس أدنى مستوياته في أكثر من ثلاثة أسابيع عند 1.1200. هذا الارتفاع جاء في ظل تراجع الدولار الأمريكي قبيل محادثات حاسمة بين الولايات المتحدة والصين حول مستقبل العلاقات التجارية.

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية، ليصل إلى نحو 100.40 بعد أن بلغ ذروته الأخيرة عند 100.85، مدفوعًا بترقب المستثمرين لنتائج المفاوضات التجارية المرتقبة يوم السبت في سويسرا.

ويُنظر إلى هذه المحادثات بين واشنطن وبكين على أنها لحظة حاسمة في مسار الحرب التجارية، حيث تُعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك. وقد صرّح وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، بأنه متفائل بإمكانية التوصل إلى تهدئة في النزاع التجاري وخفض الرسوم الجمركية، بل وأعرب عن ثقته في التوصل إلى صفقات إضافية خلال الأسابيع المقبلة.

وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير إعلامية أن إدارة الرئيس الأمريكي تدرس خفض الرسوم المفروضة على الواردات الصينية بنسبة تصل إلى 54%، رغم عدم وجود تأكيد رسمي من البيت الأبيض حتى الآن.

على الجانب الأوروبي، أشار محافظ البنك المركزي الفنلندي وعضو البنك المركزي الأوروبي، أولي رين، إلى أن التضخم في منطقة اليورو يسير في اتجاه هبوطي مستقر، لكنه حذر من أن توقعات النمو الاقتصادي لا تزال قاتمة. وشدد على أن استمرار هذا الاتجاه قد يدفع إلى خفض أسعار الفائدة لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%.

كما أبدى البنك المركزي الأوروبي قلقه من التصعيد في الإجراءات الجمركية، خاصةً بعد أن طرحت المفوضية الأوروبية ورقة استشارية تتضمن إجراءات مضادة قد تشمل ما يصل إلى 95 مليار يورو من الواردات الأمريكية، وذلك في حال فشل المحادثات مع الولايات المتحدة.

التحليل الفني

من الناحية الفنية، وجد زوج اليورو/دولار دعمًا قويًا عند المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا قرب 1.1250، بينما يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تحركات محايدة بين 40 و60، ما يشير إلى توقف مؤقت في الزخم الصعودي، دون أن ينفي الاتجاه الإيجابي العام. وتُعد منطقة 1.1500 مقاومة نفسية رئيسية، فيما يشكل مستوى 1.1145 دعمًا هامًا في حال عودة الضغط البيعي.