اليورو ينتعش مع تراجع مخاوف الحرب... والأسواق تراقب صراع السياسات النقدية

سجل اليورو مكاسب معتدلة أمام الدولار الأمريكي بعد تهدئة الرئيس ترامب للمخاوف من تصعيد فوري في الشرق الأوسط، ما خفف الطلب على الملاذات الآمنة. في ظل ضعف بيانات التصنيع الأمريكية واستمرار التباين بين سياسات الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، يظل اليورو مدعومًا في المدى القريب.

Jun 20, 2025 - 17:41
اليورو ينتعش مع تراجع مخاوف الحرب... والأسواق تراقب صراع السياسات النقدية

سجّل اليورو ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي يوم الجمعة، مستفيدًا من تراجع التوترات الجيوسياسية، في ظل تصريحات حذرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران. إذ أعلن عزمه اتخاذ قرار بشأن تدخل محتمل خلال أسبوعين، ما هدأ مخاوف التصعيد العسكري الفوري وقلل من الإقبال على الأصول الآمنة، ومنها الدولار.

حافظ زوج اليورو/دولار على تداولاته قرب مستوى 1.1510، متراجعًا بشكل طفيف من ذروته اليومية عند 1.1535، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي دون حاجز 99.00، ليستقر حول 98.75، في ظل استمرار القلق بشأن الأوضاع الجيوسياسية. كما ساهمت بيانات مخيبة للآمال من القطاع الصناعي الأمريكي، حيث استقر مؤشر فيلادلفيا التصنيعي عند -4.0، في تعزيز الضغط على الدولار، وسط دلائل على تباطؤ الطلب وبداية تراجع في سوق العمل.

في المقابل، ورغم استمرار اضطرابات الشرق الأوسط وارتفاع أسعار النفط، شهدت منطقة اليورو أول تراجع في التضخم العام دون هدف البنك المركزي الأوروبي منذ أشهر، حيث بلغ 1.9% في مايو. وقد عزز ذلك من احتمالات استمرار سياسة التيسير النقدي، خصوصًا بعد خفض الفائدة الأوروبي الأخير، وهو الثامن في سلسلة التخفيضات. وأوضح عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، فيليروي دي غالهاو، أن المسار التيسيري قد يستمر ما لم تحدث صدمات كبيرة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن قوة اليورو أمام الدولار يمكن أن تخفف من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة.

أما في الولايات المتحدة، فقد ثبت الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مجددًا عند 4.25%–4.50%، مواصلًا نهج الحذر في تقييم مسار التضخم. ورغم توقعات السوق بشأن خفضين محتملين هذا العام، حذّر رئيس الفيدرالي جيروم باول من أن عوامل مثل الرسوم الجمركية أو تجدد التوترات قد تعرقل هذا المسار.

ورغم هذا التباين في السياسات بين أوروبا والولايات المتحدة، يبدو أن اليورو لا يزال يحظى بزخم إيجابي على المدى القريب، مدعومًا بمزيج من ضعف الدولار وتخفف المخاطر الجيوسياسية التي تسيطر على المشهد العالمي.