اليورو يهبط بقوة أمام الدولار مع تلاشي آمال خفض الفائدة الأمريكية في ديسمبر
اليورو يواصل النزيف نحو قاع أسبوعين تحت ضغط صعود الدولار بعد محضر فيدرالي متشدد يقلص رهانات خفض الفائدة.
واصل زوج اليورو/الدولار الأمريكي تراجعه الحاد لليوم الخامس على التوالي يوم الخميس، ليقترب من مستوى 1.1520 بعد أن فشل في الحفاظ على مكاسبه الأخيرة بالقرب من 1.1600. وجاء هذا الهبوط امتدادًا لضغوط بيعية قوية على اليورو مقابل صعود ملحوظ في الدولار الأمريكي، وذلك عقب رد فعل الأسواق على محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي جاء بنبرة أكثر تشددًا من المتوقع، الأمر الذي دفع المتداولين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن خفض الفائدة في ديسمبر.
وأظهر محضر اجتماع الفيدرالي أن عددًا من الأعضاء كانوا غير مرتاحين لفكرة خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، محذرين من أن خطوة كهذه قد تعيق الجهود المستمرة للسيطرة على التضخم وتؤثر سلبًا على ثقة الجمهور في مسار السياسة النقدية. وأدت هذه الرسائل المتشددة إلى تراجع كبير في توقعات السوق، إذ انخفضت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع 10 ديسمبر إلى أقل من 30% بعد أن كانت تتجاوز 90% قبل شهر واحد فقط، مما أعطى دفعة قوية للدولار الأمريكي عبر مختلف الأصول.
وتتجه الأنظار اليوم إلى مجموعة من البيانات الأوروبية التي تشمل أرقام إنتاج البناء في منطقة اليورو وتقارير شهرية صادرة عن البنك المركزي الألماني، بالإضافة إلى قراءة أولية لثقة المستهلك في نوفمبر الصادرة عن المفوضية الأوروبية، والتي قد تمنح اليورو قدرًا محدودًا من الدعم أو التوجيه. وفي الولايات المتحدة، يتركز اهتمام الأسواق بشكل أكبر على صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، إلى جانب مؤشر التصنيع من بنك فيلادلفيا، وهي بيانات قد تعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية للفترة المقبلة.
وبشكل عام، يظل المسار الحالي لليورو ضعيفًا في ظل استمرار هيمنة الدولار، بينما تبقى معنويات السوق رهينة البيانات الاقتصادية الأمريكية المقبلة التي من شأنها إما تعزيز قوة الدولار أو إفساح المجال أمام بعض التصحيح في اتجاهه الصاعد.