بوستيك: إشارات تحذير من سوق العمل وسط "بيئة صعبة".. والاحتياطي الفيدرالي في مأزق مزدوج
رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأتلانتا يلمّح إلى أن بيانات الوظائف المثيرة للقلق قد تغير قواعد اللعبة، لكنه لا يزال يراقب التضخم ويتحدث عن "بيئة معقدة" تتطلب توازنًا دقيقًا في قرارات السياسة النقدية.

قال رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، يوم الجمعة إن البنك المركزي الأمريكي يواجه تحديات حقيقية في ظل بيئة اقتصادية معقدة، حيث تلقي بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة، إلى جانب المراجعات السلبية، بظلال من الشك على متانة سوق العمل.
وأوضح بوستيك أن تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو والتعديلات الكبيرة للبيانات السابقة يمثلان تطورات لا يمكن تجاهلها، لكنها لا تغير - في رأيه - الموقف العام الحالي للاحتياطي الفيدرالي فيما يخص أسعار الفائدة، على الأقل في المدى القريب.
وأشار إلى أن سوق العمل يبدو جيدًا بشكل عام، لكن هناك تباطؤًا واضحًا بدأ في الظهور، مضيفًا أنه من غير الواضح إلى أي مدى سيستمر هذا التراجع. ومع ذلك، يبقى التضخم مصدر قلق كبير، خاصةً مع القرار الأخير للإدارة الأمريكية برفع الرسوم الجمركية، الأمر الذي قد يزيد من ضغوط الأسعار على المدى المتوسط.
وأضاف بوستيك أنه لا يزال يتوقع خفضًا واحدًا لسعر الفائدة هذا العام، لكنه منفتح تمامًا على مراجعة هذا التوقع إذا أظهرت البيانات مستجدات حاسمة. وأكد أن المخاطر باتت متوازنة تقريبًا بين ضعف سوق العمل من جهة واستمرار التضخم من جهة أخرى، وهو ما يجعل قرارات السياسة النقدية في غاية التعقيد في المرحلة الراهنة.
كما لمّح إلى أن التأثير الكامل للرسوم الجمركية الجديدة لن يظهر بشكل فوري، بل سيحتاج وقتًا لتقوم الشركات بإعادة تسعير السلع والخدمات، ما قد يفرض تحديات إضافية على البنك المركزي.
وختم بقوله: "نحن في مرحلة حساسة للغاية، حيث توجد مخاطر حقيقية على كلا جانبي تفويضنا، وسيتطلب الأمر مراقبة دقيقة لكيفية تطور الأمور خلال الأشهر المقبلة."