تذبذب زوج اليورو/الدولار وسط ارتداد العملة الأمريكية وارتياح أوروبي مؤقت
تخلى اليورو عن مكاسبه المبكرة أمام الدولار الأمريكي مع تعافي الأخير من خسائره الأولية، رغم التفاؤل الناتج عن بيانات ألمانية قوية وتعليق مؤقت للتعريفات الجمركية الأمريكية. المخاوف المستمرة حول مصداقية سياسات واشنطن ما تزال تضغط على الدولار وتمنح اليورو بعض الدعم النسبي.

شهد زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي تقلبات حادة في تداولات الاثنين، حيث تراجع من أعلى مستوياته الشهرية قرب 1.1425 ليصل إلى حدود 1.1375 خلال الجلسة الأوروبية. ويعود هذا التراجع إلى ارتداد الدولار الأمريكي الذي استعاد جزءًا من خسائره، مدعومًا بارتفاع مؤشره إلى مستوى 99.00، وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن توجهات السياسة التجارية الأمريكية.
التقلب في الأسواق جاء بعد تصريحات متضاربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدّد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من 1 يونيو، ثم تراجع مؤقتًا عن قراره بتمديد الموعد النهائي حتى 9 يوليو، عقب اتصال مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. هذا التراجع المؤقت منح الأسواق فرصة لالتقاط الأنفاس، ما ساعد على دعم اليورو والأسهم الأوروبية، رغم أن تقلب سياسات ترامب أثار تساؤلات جديدة حول مصداقية الدولار الأمريكي كعملة موثوقة.
في السياق الأوروبي، أظهرت بيانات حديثة نمواً أقوى من المتوقع في الاقتصاد الألماني خلال الربع الأول من العام، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4%، ما فاق التقديرات السابقة البالغة 0.2%. هذه النتائج الإيجابية خففت من المخاوف المرتبطة بتباطؤ اقتصادي محتمل، وأعطت دفعة إضافية لليورو في ظل بحث الأسواق عن بدائل مستقرة للدولار.
من ناحية السياسة النقدية، صرح مسؤولو البنك المركزي الأوروبي عن تفاؤلهم بإمكانية عودة التضخم إلى الهدف المحدد عند 2% خلال هذا العام، مما يزيد من ترجيح خفض إضافي في أسعار الفائدة خلال اجتماع يونيو، كما أشار محافظ بنك اليونان يانيس ستورناراس.
وتتجه أنظار الأسواق هذا الأسبوع إلى بيانات أمريكية وأوروبية مهمة، أبرزها تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) في الولايات المتحدة وبيانات مؤشر أسعار المستهلك المتناغم (HICP) في الاتحاد الأوروبي، والتي من المتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار زوج اليورو/الدولار خلال الأيام المقبلة.