ترامب يلوّح برسوم جمركية ضخمة على الصين ويطرح نفسه كوسيط في أزمات العالم
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس كوريا الجنوبية، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته تجاه الصين مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% إذا لم تستجب لمطالبه، في الوقت الذي قدّم نفسه كوسيط محوري لحل أزمات عالمية من أوكرانيا حتى نزع السلاح النووي.

شهد المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل، حيث تنقل ترامب بين ملفات التجارة الدولية والسياسة الخارجية، في خطاب حمل نبرة التهديد والوساطة معًا.
على الصعيد الاقتصادي، عاد ترامب ليجدد تهديداته تجاه الصين، معلنًا استعداده لفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على بعض السلع المستوردة إذا لم تستجب بكين لمطالب بلاده بشأن توريد المغناطيسات. وأكد أن صادرات النفط الأمريكية ضرورية لكوريا الجنوبية التي تعتمد بشكل كبير على وارداتها من الصين والهند لتأمين احتياجاتها من الطاقة. كما تعهّد بخفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة بشكل حاد، مشيرًا إلى خطط أوسع لزيادة تدخل الحكومة في دعم الشركات الأمريكية مثل "إنتل".
أما في الجانب الجيوسياسي، فقد صوّر ترامب نفسه كوسيط محتمل لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، معلنًا أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع إشارة إلى احتمال لعبه دورًا مباشرًا في أي لقاء قد يجمع بوتين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأوضح أنه لا يوجد التزام أمني محدد من واشنطن تجاه كييف، بل إن التركيز ينصب على حلف الناتو أكثر من أوكرانيا نفسها.
إلى جانب ذلك، ناقش ترامب ملف نزع السلاح النووي من روسيا، وألمح إلى أن بوتين متردد في لقاء زيلينسكي "لأسباب شخصية"، لكنه شدد على أن اجتماعات حاسمة قد تعقد خلال أسابيع قليلة. كما تطرق إلى التعاون العسكري مع سيول، معلنًا عن خطط لشراء أو استئجار سفن كورية جنوبية، مع الإشادة بدورها كمستورد رئيسي للمعدات العسكرية الأمريكية.
وبين التهديدات الاقتصادية تجاه الصين، والدعوات لإنهاء حرب أوكرانيا، والوعود بإعادة ضبط أسعار الأدوية داخليًا، رسم ترامب صورة متناقضة لرئاسته، تجمع بين النزعة الصدامية والطموح إلى لعب دور الوسيط العالمي.