تضخم المنتجين الأمريكي يضغط على اليورو ويبدد آمال خفض الفائدة الكبير من الفيدرالي
تراجع اليورو أمام الدولار بأكثر من نصف بالمئة بعد بيانات أمريكية قوية أظهرت ارتفاعاً حاداً في مؤشر أسعار المنتجين وتراجع طلبات إعانة البطالة، ما دفع الأسواق لتقليص رهاناتها على خفض كبير للفائدة في سبتمبر.

شهد زوج اليورو/الدولار هبوطاً ملحوظاً يوم الخميس بنسبة 0.57% مسجلاً 1.1638، بعد صدور بيانات أمريكية قوية فاجأت المتداولين الذين كانوا يتوقعون خفضاً كبيراً للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل. فقد أظهرت أرقام مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المنتجين، سواء في قراءته العامة أو الأساسية، تسارع بشكل ملحوظ خلال يوليو، متأثراً بارتفاع الرسوم الجمركية، فيما أظهرت بيانات وزارة العمل تراجع طلبات إعانة البطالة إلى 224 ألف طلب، بما يعكس قوة سوق العمل. هذه المعطيات دفعت المستثمرين إلى استبعاد خفض للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، بل وأدخلت احتمالية تثبيت المعدلات على طاولة التوقعات.
من جانبهم، أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى أن التضخم يقترب من 3% وأن الرسوم الجمركية تزيد من ضغوط الأسعار، بينما تحسنت ثقة الأعمال دون أن ينعكس ذلك بشكل ملموس على التوظيف. في المقابل، جاءت بيانات منطقة اليورو متباينة، حيث ثبت الناتج المحلي الإجمالي كما هو متوقع، بينما سجل الإنتاج الصناعي تراجعاً حاداً في يونيو بفعل ضعف القطاع الألماني.
وعلى الصعيد الفني، يواجه الزوج دعماً مهماً قرب 1.1624، وكسره قد يمهد الطريق نحو 1.1600 ثم 1.1500، أما في حال عودته فوق 1.1650 فقد يستهدف 1.1700 وما فوقها. الأسواق الآن تترقب بيانات أمريكية جديدة تشمل مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي ومؤشر ثقة المستهلك، وسط متابعة حذرة لتحركات السياسة النقدية للفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.