تهديد ترامب برسوم جمركية يشعل التوترات ويضغط على اليورو مقابل الدولار
تراجع زوج اليورو/الدولار من أعلى مستوياته بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي، مما زاد من توتر العلاقات التجارية بين الجانبين. يأتي ذلك في ظل ضعف الدولار بسبب مخاوف الديون الأمريكية، وتزايد الترقب لتحركات السياسة النقدية في أوروبا وأمريكا.

شهد زوج اليورو/الدولار تراجعًا جزئيًا من مكاسبه التي حققها في وقت مبكر من تعاملات الجمعة، بعدما بلغ أعلى مستوى له منذ أسبوعين قرب 1.1370، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من 1 يونيو المقبل، ما لم تُنتج السلع داخل الولايات المتحدة.
جاء إعلان ترامب عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، حيث أشار إلى توقف التقدم في المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن بلاده لن تتهاون في فرض رسوم واسعة ما لم يتم تقديم تنازلات من الطرف الأوروبي. في ذات السياق، كشف تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أن واشنطن غير راضية عن العروض الأوروبية، التي افتقرت إلى تنازلات ملموسة، خاصة في مجالات الرسوم الجمركية والاقتصاد الرقمي.
هذه التوترات التجارية تلقي بظلالها على اليورو، خصوصًا أن أوروبا تحتفظ بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة، ما يجعلها عرضة لقيود تجارية محتملة. ورغم الضغوط، لا يزال اليورو يحافظ على بعض المكاسب بدعم من ضعف الدولار الأمريكي، الذي يواجه موجة بيع بسبب القلق المتزايد من ارتفاع الديون العامة في البلاد، والتي يُتوقع أن ترتفع بمقدار 3.8 تريليون دولار خلال العقد المقبل نتيجة خطة ترامب المالية الجديدة.
وتتضمن خطة ترامب تخفيضات ضريبية وزيادة في الإنفاق على الدفاع والهجرة، ما دفع وكالة موديز إلى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مؤخرًا، محذّرة من عواقب تزايد العجز المالي والفوائد المرتفعة. وقد تؤدي هذه السياسات أيضًا إلى رفع توقعات التضخم، مما قد يُعقّد قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيض أسعار الفائدة.
أما في منطقة اليورو، فقد أظهرت بيانات الأجور المتفاوض عليها تباطؤًا كبيرًا في الربع الأول، مما يعزز احتمالات اتخاذ البنك المركزي الأوروبي قرارات جديدة بخفض الفائدة في اجتماعه المقبل. رغم ذلك، عبّر بعض مسؤولي البنك، مثل رئيس المركزي الألماني يواكيم ناجل، عن الحذر تجاه المزيد من التيسير، مشيرين إلى أن مستويات الفائدة الحالية ليست عائقًا أمام النمو.
فنيًا، لا يزال زوج اليورو/الدولار يحافظ على دعم فني مستقر فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.1255، فيما تشير مؤشرات الزخم إلى احتمال صعود إضافي إذا تجاوز مؤشر القوة النسبية مستوى 60. أما المقاومة المقبلة فتتمثل في مستوى 1.1425، بينما يشكل الحاجز النفسي 1.1000 دعمًا رئيسيًا للسوق.