توقعات باستمرار الضغط على الجنيه الإسترليني مع صعود الدولار وسط تفاؤل تجاري أمريكي أوروبي

يتراجع الجنيه الإسترليني قرب أدنى مستوياته في شهرين أمام الدولار الأمريكي، وسط توقعات بخفض فائدة بريطاني وصعود الدولار بدعم من اتفاق تجاري أمريكي-أوروبي يقلل مخاوف سلاسل الإمداد.

Jul 29, 2025 - 13:31
توقعات باستمرار الضغط على الجنيه الإسترليني مع صعود الدولار وسط تفاؤل تجاري أمريكي أوروبي

يتعرض الجنيه الإسترليني لضغوط بيعية واضحة، حيث يتم تداوله بالقرب من مستوى 1.3350 أمام الدولار الأمريكي، وهو أدنى مستوى له في شهرين، خلال تعاملات الثلاثاء الأوروبية. يأتي هذا التراجع في ظل تفوق الدولار المدعوم باتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعاد بعض الاستقرار التجاري وأزال شبح الاضطراب في سلاسل التوريد.

وقد دفع هذا الاتفاق مؤشر الدولار الأمريكي للارتفاع ليقترب من أعلى مستوياته في أسبوع، ما ساهم في زيادة الضغط على العملات المنافسة، بما في ذلك الإسترليني. كما يتزامن ذلك مع حالة ترقب في الأسواق لنتائج المحادثات الجارية بين واشنطن وبكين، حيث تشير التقارير إلى احتمال تمديد الهدنة التجارية بين البلدين لمدة 90 يومًا إضافية قبل موعد انتهائها في 12 أغسطس.

أما داخليًا، فالجنيه يعاني من تبعات ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة وتراجع قدرة الأسر على الإنفاق، حيث أظهرت بيانات اتحاد الصناعة البريطانية انخفاض مبيعات التجزئة للشهر العاشر على التوالي. ورغم أن وتيرة التراجع كانت أقل مقارنة بشهر يونيو، إلا أن استمرار الضغط السعري وعدم اليقين الاقتصادي يدفع التوقعات نحو خفض محتمل للفائدة من بنك إنجلترا في اجتماعه القادم.

على الصعيد الفني، فإن تداول الجنيه دون المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، والانخفاض المستمر في مؤشر القوة النسبية، يشيران إلى استمرار الزخم الهبوطي على المدى القريب. ويمثل مستوى 1.3140 دعمًا رئيسيًا في حال استمرار التراجع.

في المقابل، تتجه أنظار المستثمرين نحو قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، حيث يُتوقع أن يثبت أسعار الفائدة، في حين تركز الأسواق على تصريحات جيروم باول بحثًا عن إشارات تتعلق بمسار التضخم وخفض الفائدة. كما ستكون بيانات الوظائف الشاغرة JOLTS الأمريكية المنتظرة اليوم عاملًا إضافيًا في توجيه حركة الدولار.

وفي ظل هذه العوامل المتشابكة، يبقى زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي عرضة لمزيد من التقلبات، خاصة مع تزايد الرهانات على خفض فائدة بريطاني من جهة، وقوة الدولار المدعومة بالتطورات التجارية والسياسة النقدية الأمريكية من جهة أخرى.