يستعد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي خلال اجتماعه في يونيو، وذلك وسط ترقب شديد من قبل الأسواق لمخرجات ملخص التوقعات الاقتصادية المعدل، المعروف باسم "مخطط النقاط"، والذي قد يكشف عن توجهات البنك المستقبلية بشأن السياسات النقدية.
وبحسب توقعات واسعة، لا يُرجّح أن يُقدم الفيدرالي على أي خفض في الفائدة خلال يونيو، في حين تُقدّر احتمالية خفض بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو بنسبة لا تتجاوز 15%. أما في سبتمبر، فترتفع التقديرات لاحتمال خفض أول إلى نحو 70%.
وقد أظهرت البيانات السابقة في مارس أن صانعي السياسة يتوقعون خفضًا إجماليًا قدره 50 نقطة أساس في 2025، إلى جانب توقعات بنمو اقتصادي يبلغ 1.7% وتضخم أساسي عند 2.8%. وفي ظل هذه المعطيات، يراقب المستثمرون ما إذا كانت التوقعات الجديدة ستعدل هذه الأرقام، مما قد يؤثر مباشرة في أداء الدولار الأمريكي.
المواقف الأخيرة من مسؤولي الفيدرالي أظهرت ميلًا نحو التريث، حيث دعا كل من نيل كاشكاري وباتريك هاركر إلى تقييم التطورات الاقتصادية بعناية قبل الإقدام على أي خطوات جديدة، مشيرين إلى الغموض السائد وتعدد السيناريوهات المحتملة.
في هذا السياق، ترى TD Securities أن الفيدرالي سيواصل نهج الحذر، مع احتمال أن يُظهر التحديث المرتقب توقعات نمو أقل وارتفاعًا في معدلات البطالة والتضخم، دون تغيير كبير في متوسط توقعات أسعار الفائدة.
ومن المقرر أن يتم إعلان قرار الفائدة وبيان السياسة النقدية في الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء، يليه مؤتمر صحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول في الساعة 18:30. كلمات باول قد تُشكل نقطة تحول للأسواق، إذ إن تبنيه نبرة تفاؤلية بشأن التضخم أو إشاراته نحو أولوية دعم سوق العمل قد تدفع الدولار نحو التراجع، بينما قد تعزز نبرة الترقب أو التشديد من قوة الدولار أمام العملات الأخرى.
أما من الناحية الفنية، فيواصل زوج اليورو/دولار EUR/USD التحرك ضمن مسار صاعد، مدعومًا بمؤشرات فنية إيجابية على المدى القصير. ويُشكل مستوى 1.1630 مقاومة أولى، بينما تمثل مستويات 1.1420 و1.1330 دعومًا رئيسية في حال تراجع السعر.
