توقعات بضغط مستمر على اليورو بعد اتفاق تجاري غير متكافئ.. وترقب لبيانات أمريكية حاسمة

يواصل اليورو التداول تحت ضغط واضح مقابل الدولار الأمريكي، بعدما أدت تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تقلبات حادة في السوق، حيث خسر زوج EUR/USD نحو 2% من قيمته مطلع الأسبوع، قبل أن يشهد تعافيًا طفيفًا صباح الثلاثاء ليتداول فوق مستوى 1.1555.

الصفقة التجارية، التي منعت اندلاع حرب تعريفات جمركية، أثارت استياء في عواصم أوروبية عديدة، إذ رأى قادة مثل رئيس وزراء فرنسا والمستشار الألماني أن الاتفاق لا يخدم مصالح الاتحاد، بل يضع عبئًا ماليًا ضخمًا على اقتصاده، خاصة في ظل التزامات بشراء الغاز الأمريكي واستثمارات ضخمة في السوق الأمريكية.

في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من هذا الاتفاق، الذي عزز موقعه كعملة ملاذ، مدعومًا أيضًا ببيانات اقتصادية قوية أظهرت مرونة في سوق العمل الأمريكي، ما يعزز موقف الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة دون استعجال خفضها.

ومع بداية أسبوع مزدحم بالبيانات الاقتصادية، يترقب المستثمرون صدور مؤشري ثقة المستهلك والوظائف الشاغرة (JOLTS) في الولايات المتحدة. من المتوقع أن تسجل ثقة المستهلك تحسنًا إلى 95 نقطة، بينما يتوقع تراجع عدد فرص العمل إلى 7.55 مليون، وهو ما يزال ضمن نطاق يعكس متانة سوق العمل.

على الجانب الأوروبي، كشفت أحدث استطلاعات البنك المركزي الأوروبي عن تراجع توقعات التضخم إلى 2.6% لنهاية العام، ما يعزز الحجة ضد رفع الفائدة مجددًا ويضيف مزيدًا من الضغط على اليورو.

فنيًا، تشير التحركات إلى احتمال استمرار التصحيح الصعودي لزوج EUR/USD على المدى القصير، لكن ما لم تتغير الظروف الأساسية جذريًا، فإن أي صعود سيقابل ببائعين نشطين. وقد يصبح كسر مستوى 1.1500 محتملًا إذا جاءت البيانات الأمريكية أقوى من المتوقع.

في هذا السياق، تظل الرؤية السائدة أن الدولار سيبقى مدعومًا خلال هذا الأسبوع الحاسم، في حين يكافح اليورو في مواجهة تحديات داخلية وخارجية متزايدة.