جولسبي: الفيدرالي في وضع ترقّب وسط مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة
حذر أوستان جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، من أن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على الاتحاد الأوروبي يثير قلق الشركات ويهدد استقرار سلاسل التوريد. وأكد أن البنك المركزي بحاجة إلى التريث قبل اتخاذ قرارات جديدة في ظل تصاعد عدم اليقين الاقتصادي.

أوضح أوستان جولسبي، رئيس فرع الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أن الشركات الأمريكية تشعر بالقلق المتزايد من التغيرات المتكررة في السياسات التجارية، وتطالب بمزيد من الوضوح قبل الإقدام على قرارات استثمارية كبيرة. وأشار إلى أن التهديد الأخير من الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية يمثل خطرًا كبيرًا على استقرار سلاسل التوريد، واصفًا هذه النسبة بأنها "مخيفة" مقارنةً بالوضع الحالي.
وأكد جولسبي أن تصاعد الحديث عن تعريفات جديدة قد يؤدي إلى تعطيل تدفق السلع عالميًا، ما قد يتسبب في ارتفاع الأسعار بشكل كبير ويزيد من التحديات أمام الاقتصاد الأمريكي. وأضاف أن الفيدرالي يواجه صعوبة في اتخاذ خطوات مستقبلية في ظل هذه الظروف غير المستقرة، مشددًا على ضرورة الانتظار حتى تتضح الصورة الاقتصادية بشكل أفضل.
كما أبدى مخاوف من أن التأثيرات السلبية للتعريفات قد لا تظهر فورًا في البيانات الاقتصادية، مما يجعل توقيت رد فعل البنك المركزي معقدًا. وأوضح أن ارتفاع العوائد طويلة الأجل قد يؤثر على النشاط الاقتصادي الفعلي، وهو عنصر سيأخذه الفيدرالي في عين الاعتبار عند تحليل الوضع الراهن.
ورغم هذه التحديات، شدد جولسبي على أن معدلات الفائدة ما زالت ضمن النطاقات التاريخية، وأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يُظهر متانة نسبية. ولفت إلى أنه في حال لم تُترجم التوترات التجارية الحالية إلى أزمات أوسع، فقد نشهد في المستقبل انخفاضًا تدريجيًا في معدلات التضخم.
وفي ختام تصريحاته، عبّر جولسبي عن ارتياحه لما اعتبره إشارة إيجابية من المحكمة العليا تؤكد احترامها لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما اعتبره عاملاً مهمًا للحفاظ على ثقة الأسواق.