خام غرب تكساس يستقر فوق 60 دولارًا مع انحسار مخاوف الإمدادات واستمرار الحذر الجيوسياسي

بدأ خام غرب تكساس الوسيط الأسبوع على نغمة إيجابية، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا فوق مستوى 60 دولارًا للبرميل مستفيدة من تراجع المخاوف المتعلقة بالإمدادات بعد استئناف عمليات الشحن في ميناء نوفوروسييسك الروسي، والذي كان قد توقف مؤقتًا عقب هجوم أوكراني. وفي وقت صدور التقرير، كان الخام يتداول قرب 60 دولارًا بارتفاع يقارب 0.50% بعدما ارتد من أدنى مستوى يومي حول 59.22 دولار.

وساهمت العودة السريعة للعمليات في تخفيف جزء من علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تصاعدت في الأيام الماضية، إلا أن الأسواق لا تزال متيقظة بسبب الهجمات المتكررة على منشآت الطاقة في البحر الأسود، ما يبقي الحذر عنصرًا حاضرًا في التداول. وفي السياق ذاته، يترقب المستثمرون صدور دفعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تأخرت جراء إغلاق الحكومة، بحثًا عن مؤشرات توضح مدى قوة الطلب على النفط في واحدة من أكبر الدول المستهلكة للطاقة عالميًا.

وتستمر المخاوف المتعلقة بفائض المعروض في الضغط على التوقعات المستقبلية للسوق، إذ تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن نمو الإمدادات العالمية سيظل متقدمًا على الطلب حتى عام 2026، وهو ما يعزز النظرة الحذرة تجاه الأسعار على المدى المتوسط.

من الناحية الفنية، ما يزال خام غرب تكساس يتداول دون عدة مستويات مقاومة مهمة، ما يحافظ على الاتجاه العام الهبوطي. ويقع نطاق المقاومة الفوري بين 61.00 و61.50 دولار، وهو مستوى سبق أن تحول من دعم إلى مقاومة وشهد رفضًا متكررًا منذ أواخر أكتوبر، ويتزامن كذلك مع المتوسط المتحرك لـ21 يومًا. وقد يحتاج السعر إلى اختراق قوي لهذا الحاجز لتخفيف الضغط البيعي، رغم أنّ مستوى 62.89 دولار — حيث يوجد المتوسط المتحرك لـ100 يوم — يمثل عقبة إضافية أمام أي صعود مستقبلي.

أما على جانب الهبوط، فيتمركز الدعم عند القاع المسجل يوم الاثنين عند 59.22 دولار، يليه دعم الأسبوع الماضي عند 58.12 دولار. وكسر هذه المستويات قد يفتح الباب لمزيد من التراجع نحو قاع 22 أكتوبر عند 57.31 دولار، ثم مستوى 56.00 دولار. ويظهر مؤشر القوة النسبية RSI قراءة محايدة مع ميل طفيف للصعود، ما يشير إلى تحسن محدود في الزخم على المدى القريب