خام غرب تكساس يهبط لأدنى مستوى في شهر مع تقدم محادثات السلام بأوكرانيا وتزايد توقعات الإمدادات
يتراجع خام غرب تكساس إلى أدنى مستوى في شهر مع تقلّص المخاطر الجيوسياسية وتزايد آمال اتفاق سلام قد يعيد تدفقات النفط الروسية إلى الأسواق.
يتعرض خام غرب تكساس الوسيط لضغوط جديدة يوم الجمعة مع تداوله قرب 57.60 دولار، بعد خسارة تقارب 1.9% وتراجع استمر لثلاث جلسات متتالية، حيث يتحرك المستثمرون بحذر وسط مؤشرات متصاعدة على اقتراب تفاهم سياسي بين أوكرانيا وروسيا بدعم أمريكي. وتشير تقارير إعلامية إلى أن كييف تدرس اقتراحًا يتضمن تنازلات إقليمية وتقليص قدراتها العسكرية، وهي خطوات كانت تُعد مستبعدة سابقًا، ما يعزز الاعتقاد بأن اتفاقًا قد يتحقق بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا.
يرى المتعاملون أن أي خفض للعقوبات المفروضة على موسكو سيؤدي إلى زيادة إمدادات النفط في السوق العالمية ويضيف مزيدًا من الضغط على الأسعار. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تؤكد فيه السوق أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسنفت ولوجكويل قد تم استيعابها بالفعل، ما يجعل أي تحرك نحو التهدئة الدبلوماسية عاملًا إضافيًا لزيادة المعروض.
وعلى الجانب الاقتصادي، يظل الطلب ضعيفًا، إذ ساهمت البيانات الأمريكية الأخيرة في رفع التوقعات بخفض فائدة محتمل من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، فيما يحافظ الدولار على قوته، وهو ما يثقل كاهل أسعار السلع المقومة به. كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة تراجعًا في مخزونات الخام نتيجة ارتفاع الصادرات، مقابل زيادة في مخزونات البنزين والديزل تعكس فتورًا في الاستهلاك المحلي.
تتحرك الأسعار ضمن نطاق هبوطي واضح مع استمرار التفاؤل حول محادثات السلام وصعوبة تحسن الطلب العالمي. وتبقى الأسواق عرضة لتقلبات حادة مع أي تطورات مفاجئة على الساحة الجيوسياسية.
أما من الناحية الفنية، فيواصل السعر تراجعه دون المتوسط المتحرك البسيط لـ100 يوم، بينما يظهر مؤشر القوة النسبية قرب 40 ليؤكد ضعف الزخم. ويُنظر إلى مستوى 56 دولار كسند مهم، حيث قد يؤدي كسره إلى تعميق الخسائر. وفي المقابل، تبقى منطقة 60.34 دولار مقاومة محورية، فيما سيكون تجاوز خط الاتجاه الهابط من 69.99 دولار شرطًا لحدوث ارتداد تصحيحي محتمل نحو 62.62 دولار.