داو جونز يتراجع لليوم الثاني مع ضغوط جني الأرباح وتقلبات أسهم الذكاء الاصطناعي
تراجع مؤشر داو جونز للجلسة الثانية على التوالي بعد صعوده لمستويات قياسية، إذ دفع القلق من المبالغة في تقييم أسهم الذكاء الاصطناعي المستثمرين إلى جني الأرباح بانتظار بيانات التوظيف والتضخم الأمريكية.

سجل مؤشر داو جونز الصناعي تراجعًا جديدًا يوم الأربعاء، حيث خسر نحو 150 نقطة في جلسة متقلبة امتدت إلى أدنى مستوى عند هبوط قدره 270 نقطة. يأتي الانخفاض بعد موجة ارتفاع قوية أوصلت المؤشر إلى ذروة قياسية عند 46,700 نقطة في وقت سابق هذا الأسبوع، قبل أن يتراجع إلى منطقة 46,150. وبرغم ذلك، يظل المؤشر أعلى بنحو 6.5% من متوسطه المتحرك لـ200 يوم، مما يبقي الاتجاه العام صعوديًا.
المستثمرون اتجهوا إلى جني الأرباح، خصوصًا في أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، التي باتت محل جدل بشأن تقييماتها المبالغ فيها. سهم إنفيديا، أحد أبرز المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي، انخفض بنسبة 1% إضافية، مواصلًا سلسلة خسائره الأخيرة. ورغم تدفق الاستثمارات الضخمة، بما في ذلك صفقة بقيمة 100 مليار دولار مع OpenAI وشراكات أخرى مع شركات مثل إنتل، إلا أن العوائد الحقيقية المتوقعة من هذه الاستثمارات لا تزال بعيدة نسبيًا.
على صعيد البيانات الاقتصادية، شهدت مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا إلى أقوى مستوى منذ أواخر 2022، بنمو بلغ 20.5% بعد تراجع سابق بنسبة 1.8%. أما في سوق السندات، فقد أظهر مزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل خمس سنوات انخفاضًا طفيفًا في العائدات إلى 3.7% مقارنة بـ3.724%، لكن القلق لا يزال قائمًا بشأن أزمة الميزانية في واشنطن، حيث ألغى الرئيس دونالد ترامب اجتماعات مفصلية مع المشرعين في ظل خلافات حول تمويل الحكومة.
وينتظر المستثمرون الآن تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقرر صدوره يوم الجمعة، لقياس الضغوط التضخمية الفعلية. وسيكون التركيز على ما إذا كانت الشركات قادرة على استيعاب جزء من تكاليف الرسوم الجمركية بدلًا من تمريرها مباشرة إلى المستهلكين، وهو ما سيؤثر على توقعات السياسة النقدية المقبلة.