داو جونز يعاود الارتفاع بأكثر من 350 نقطة بعد بيانات تضخم PCE المتوافقة مع التوقعات
انتعش مؤشر داو جونز الصناعي فوق مستوى 46,000 نقطة يوم الجمعة بعدما جاءت بيانات التضخم الأمريكية متماشية مع التقديرات، مما عزز رهانات السوق على خفض جديد لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في أكتوبر.

سجّل مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ارتفاعًا قوياً يوم الجمعة، مستعيدًا معظم خسائر الأسبوع، حيث قفز بأكثر من 350 نقطة متجاوزًا مستوى 46,000 نقطة. جاء ذلك بعدما أظهرت بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة استقرار الضغوط السعرية، الأمر الذي أعاد الطمأنينة للمستثمرين بشأن توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة خلال اجتماعه المقبل.
أظهرت بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المقياس المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم، استقرار المعدل الأساسي عند 2.9% على أساس سنوي وارتفاعه بنسبة 0.2% على أساس شهري، بينما ارتفع المؤشر الرئيسي بنسبة 0.3% شهريًا ليصل إلى 2.7% سنويًا. وعلى الرغم من أن الأرقام ما زالت أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2%، فإنها لم تُظهر مفاجآت صعودية جديدة تقلق الأسواق.
وتشير التقديرات إلى أن الفيدرالي يسير بخطى ثابتة نحو خفض إضافي للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يوم 25 أكتوبر، بعد الخفض الأول في سبتمبر. ووفقًا لأداة CME FedWatch، يضع المتداولون احتمالية تتجاوز 90% لهذا السيناريو.
على صعيد النشاط الاقتصادي، ارتفع الدخل الشخصي بنسبة 0.4% والإنفاق الشخصي بنسبة 0.6% في أغسطس، مما يعكس استمرار قوة الطلب الاستهلاكي، لكنه قد يشكل تحديًا لاحقًا إذا أسهم في ضغوط إضافية على الأجور والتضخم.
أما بالنسبة لثقة المستهلك، فقد أظهر مسح جامعة ميتشيغان لشهر سبتمبر تراجعًا طفيفًا في كل من مؤشر الثقة والتوقعات مقارنة بأغسطس. كما انخفضت توقعات التضخم لعام واحد إلى 4.7% وتراجعت توقعات الخمس سنوات إلى 3.7%، لكنها تبقى عند مستويات مرتفعة نسبيًا قد تعكس مخاطر ترسخ توقعات التضخم على المدى الطويل.
بشكل عام، ساعدت بيانات التضخم "المعتدلة" في تعزيز شهية المخاطرة في وول ستريت، مع عودة التفاؤل بأن الفيدرالي سيواصل سياسة التيسير النقدي، ما فتح المجال أمام المؤشرات الأمريكية لتعويض خسائرها الأخيرة.