داو جونز يقفز 600 نقطة مع عودة شهية المخاطرة وانتقال رؤوس الأموال من التكنولوجيا إلى أسهم النمو
اندفع مؤشر داو جونز بقوة نحو الأعلى مع تبدّل توجهات المستثمرين نحو أسهم الاقتصاد الحقيقي بعد خفض الفائدة، بينما واصلت أسهم التكنولوجيا التراجع تحت ضغط نتائج أوراكل الضعيفة.
سجّل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا كبيرًا يوم الخميس، متقدمًا بأكثر من 600 نقطة مع تحوّل واضح في مزاج المستثمرين نحو الأسهم الأكثر ارتباطًا بالنمو الاقتصادي الفعلي. هذا التحوّل جاء بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، ما دفع المتعاملين لتقليص انكشافهم على شركات التكنولوجيا التي شهدت ضغوطًا ملحوظة. وقد ساهم أداء سهم فيزا الإيجابي بعد تلقيه توصية بالترقية في تعزيز مكاسب المؤشر، في حين ظل مؤشر S&P 500 شبه مستقر وتراجع مؤشر ناسداك مع استمرار موجة التصحيح في أسهم التكنولوجيا الكبرى.
وكانت النتائج المالية المخيبة للآمال لشركة أوراكل محورًا رئيسيًا لاهتزاز قطاع التكنولوجيا، إذ أثارت بيانات الإيرادات الضعيفة وتوقعات الإنفاق الأعلى والضغوط على التدفقات النقدية تساؤلات حول قدرة شركات الذكاء الاصطناعي على تحويل استثماراتها الضخمة إلى أرباح ملموسة بالسرعة الكافية. وتراجعت أسهم أوراكل بنسبة 12%، ما انعكس على شركات أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي ودفع المحللين إلى خفض تقييماتهم وسط حالة متصاعدة من عدم اليقين بشأن مستقبل القطاع.
وفي المقابل، استفادت الأسهم الدورية والصغيرة من بيئة الفائدة المنخفضة، إذ شهد مؤشر راسل 2000 مكاسب كبيرة خلال الجلسة بالتوازي مع صعود داو جونز. وبدأ بعض المستثمرين في المراهنة على إمكانية حدوث موجة انتعاش موسمية في نهاية العام، رغم استمرار التحذيرات من مخاطر قد تمتد إلى عامي 2025 و2026، تشمل ضعف وتيرة نمو قطاع الذكاء الاصطناعي، وتقلبات سياسية مرتقبة، إضافة إلى التغييرات المتوقعة في قيادة الاحتياطي الفيدرالي.
وفي الخلفية الاقتصادية، ارتفعت مطالبات إعانة البطالة بعد عطلة نهاية الأسبوع، رغم انخفاض المطالبات المستمرة بشكل لافت. وعلى صعيد الشركات، كشفت OpenAI عن نسخة جديدة من نموذجها اللغوي GPT-5.2 التي تهدف لتعزيز قدرات الإنتاجية، بينما أعلنت ريفيان عن تطوير شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها لتقليل الاعتماد على إنفيديا وتسريع خطط القيادة الذاتية.