داو جونز يهبط مع تدهور ثقة المستهلكين وتفاقم الإغلاق الحكومي الأمريكي

تراجعت الأسهم الأمريكية بقيادة داو جونز وسط موجة تشاؤم حادة بين المستهلكين وغياب البيانات الرسمية بفعل الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، ما زاد من قلق الأسواق بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي.

Nov 7, 2025 - 22:38
داو جونز يهبط مع تدهور ثقة المستهلكين وتفاقم الإغلاق الحكومي الأمريكي

تواصلت خسائر مؤشر داو جونز الصناعي يوم الجمعة، متراجعًا بأكثر من 200 نقطة ليختبر مستوى أدنى من 46,800 نقطة لأول مرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، في ظل ضعف واسع النطاق بالأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتراجع واضح في معنويات المستهلكين الأمريكيين. ومع استمرار الإغلاق الحكومي الذي عطّل صدور البيانات الرسمية، بدت الأسواق في حالة ارتباك حيال مسار الاقتصاد الأمريكي خلال الأسابيع المقبلة.

كشف استطلاع جامعة ميشيغان لثقة المستهلك عن تدهور حاد في مزاج الأمريكيين تجاه الوضع الاقتصادي، حيث انخفض مؤشر الثقة إلى 50.3 من 53.6، وتراجع مؤشر التوقعات إلى 49 من 50.3، ليقتربا من أدنى مستوياتهما التاريخية. وتُظهر الأرقام أن المستهلكين باتوا أكثر تشاؤمًا بشأن الأجور وفرص العمل خلال النصف الثاني من العام، في وقت ما زالت فيه فئة أصحاب الدخل المرتفع وحدها قادرة على الحفاظ على مستويات الإنفاق في مواجهة التضخم.

كما أظهرت بيانات الاستطلاع ارتفاع توقعات التضخم لعام واحد إلى 4.7% مقابل 4.6% سابقًا، بينما انخفضت التوقعات لخمس سنوات إلى 3.6% من 3.9%. هذا التباين في منحنى التوقعات يعكس انتقال المخاوف من مجرد ضعف النمو إلى قلق متصاعد من ركود اقتصادي قادم.

وفي المقابل، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى ثبات نسبي في توقعات التضخم لديه، حيث تراجعت توقعات العام الواحد إلى 3.2% بينما بقيت توقعات الخمس سنوات عند 3.0%. ورغم الأرقام "الهادئة"، أقر البنك بأن تقييم الأسر لسوق العمل والظروف المالية قد تدهور بشكل واضح، مما يعزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي متعدد المستويات.

الإغلاق الحكومي، الذي بات الأطول في التاريخ الأمريكي، زاد من ضبابية المشهد. ومع توقف معظم البيانات الرسمية عن الصدور، اضطر المستثمرون للاعتماد على تقديرات خاصة مثل بيانات DataWeave التي أظهرت ارتفاع أسعار السلع في متاجر التجزئة الكبرى مثل Target وWalmart بأكثر من 5%، وهو ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية على الأسر ذات الدخل المحدود.

وفي خضم هذا التوتر، لجأ الرئيس دونالد ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن سياساته، مؤكدًا أن حكومته "هزمت التضخم"، رغم تصاعد الانتقادات التي تحمل إدارته مسؤولية الإغلاق. المفارقة أن ترامب نفسه كان قد وصف في 2013 أي إغلاق حكومي بأنه "دليل ضعف الرئيس"، قبل أن يقود شخصيًا أطول إغلاقين في تاريخ الولايات المتحدة.