زوج اليورو/الدولار الأمريكي يخترق أعلى مستوياته في 3 أعوام ونصف وسط ضغوط على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

سجّل زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) ارتفاعًا قويًا مع بداية الأسبوع، ليخترق مستوى 1.1550 ويصل إلى حوالي 1.1570، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف. هذا الارتفاع يأتي في ظل ضعف الدولار الأمريكي المتواصل، والذي يتعرض لضغوط متزايدة وسط مخاوف سياسية واقتصادية متنامية.
وقد تراجعت الثقة بالدولار عقب تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يدرس إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة. ترامب صرّح في نهاية الأسبوع الماضي قائلاً: "إذا أردت أن أخرجه من هناك، فسوف يخرج بسرعة... صدقوني"، في إشارة إلى رغبته في تغيير القيادة النقدية للبلاد بسبب ما اعتبره عدم استجابة لمتطلبات الاقتصاد المحلي.
وفي تأكيد على هذه النية، صرّح المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة إمكانية إقالة باول، مما زاد من الشكوك بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. من جانبه، حذر أوستان جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، من أن تسييس البنك المركزي قد يُضعف مصداقيته، مشيرًا إلى أن "البنوك المركزية المستقلة تحقق نتائج أفضل لاقتصاداتها".
في المقابل، استفاد اليورو من قوة نسبية، مدعومًا بعدة عوامل، رغم توقعات خفض جديد لأسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي (ECB) في اجتماع يونيو. ويتوقع المشاركون في السوق بنسبة 75% أن يقوم البنك بخفض الفائدة مجددًا، في ظل المخاوف من تراجع التضخم إلى ما دون هدف 2%.
وكان المركزي الأوروبي قد خفّض بالفعل سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، للمرة السادسة في دورة التيسير الحالية، في محاولة لتحفيز النمو الاقتصادي وسط التوترات التجارية العالمية. كما أزالت رئيسة البنك، كريستين لاغارد، إشارات سابقة تفيد ببقاء الفائدة مرتفعة لفترة طويلة، مما قد يُفسر كميل نحو تهدئة وتيرة السياسة التوسعية مستقبلًا.
من جهة أخرى، ساهم التقدم في المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في دعم العملة الموحدة. وذكرت رويترز أن الاتحاد الأوروبي يفكر في تعديل قواعد انبعاثات الميثان لتسهيل دخول صادرات الغاز الأمريكية إلى السوق الأوروبية.
تحليل فني: الزخم الصعودي يستهدف 1.1600
من الناحية الفنية، تجاوز الزوج مستوى المقاومة السابق عند 1.1474، وهو أعلى مستوى سُجّل في أبريل، مما يعزز التوقعات باستمرار الاتجاه الصعودي نحو 1.1600. ويؤكد المتوسط المتحرك الأسي لـ20 أسبوعًا، المتواجد عند 1.0850، وجود اتجاه صعودي مستقر.
كما ارتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى مستويات تشبع شرائي تقارب 75، مما يعكس قوة الزخم، لكن في الوقت ذاته لا يُستبعد حدوث تصحيح على المدى القصير. وعلى الجانب السفلي، يُعتبر مستوى 1.1276، الأعلى في يوليو 2023، دعمًا رئيسيًا للزوج في حال حدوث تراجع.