شهد زوج اليورو مقابل الدولار ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز مستوى 1.1400 خلال التداولات الأوروبية يوم الاثنين، مسجلاً أعلى مستوياته في الشهر الحالي. جاء هذا الصعود نتيجة تراجع الدولار الأمريكي بفعل التغيرات المتكررة في تصريحات واشنطن بخصوص التعريفات الجمركية، إذ أوقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرار فرض رسوم بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو، ما منح الاتحاد فرصة لتعزيز المفاوضات التجارية وتسريع التوصل إلى اتفاق.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في حديث مع ترامب استعداد الاتحاد لتسريع المحادثات بهدف تحقيق صفقة متينة قبل الموعد المحدد. هذا التحول أدى إلى تهدئة التوترات التجارية وأثر إيجابيًا على ثقة المستثمرين باليورو، بينما أضعف الدولار مع استمرار المخاوف حول استقرار السياسات الأمريكية والتحديات المالية الداخلية، مثل ارتفاع الدين الوطني وقرارات السياسة النقدية المتغيرة.
من جهة أخرى، أفادت التقديرات المعدلة أن الاقتصاد الألماني نما بنسبة 0.4% في الربع الأول من العام، وهو معدل أعلى من التوقعات الأولية، مما قلل المخاوف بشأن ركود محتمل في أكبر اقتصاد أوروبي. وأشار محللو بنك دويتشه إلى أن هذه البيانات تعزز من فرص استمرار النمو الاقتصادي في ألمانيا خلال النصف الثاني من العام، رغم التأثير المحتمل لتعريفات ترامب.
وعلى الصعيد النقدي، أعرب مسؤولون في البنك المركزي الأوروبي عن تفاؤلهم بشأن عودة التضخم إلى الهدف المرجو بنسبة 2% خلال العام الحالي، مما رفع توقعات خفض الفائدة في اجتماع يونيو القادم. وخصوصًا محافظ بنك اليونان يانيس ستورناراس الذي أشار إلى احتمالية خفض إضافي لأسعار الفائدة قريبًا.
يركز المستثمرون هذا الأسبوع على بيانات التضخم المرتقبة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي ستشكل مؤشرًا مهمًا لمستقبل تحركات زوج اليورو/دولار.
فنيًا، يحافظ الزوج على زخم صعودي قوي فوق المتوسط المتحرك الأسي لمدة 20 يومًا عند مستوى 1.1270، بينما يقترب مؤشر القوة النسبية من كسر حاجز 60، مما قد يعزز فرص استمرار الارتفاع. ويُعتبر مستوى المقاومة الرئيسي عند 1.1475، في حين يشكل الدعم الأساسي عند 1.1215 نقطة تحوط لأسعار اليورو في المدى القريب.
