قوة الين تضغط على الدولار أمامه رغم متانة البيانات الأمريكية

تراجع زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني خلال تعاملات الثلاثاء، ليتداول قرب مستوى 156.40، مسجلًا خسارة تقارب 0.40%، في ظل تغلب قوة الين على الدعم الذي تلقاه الدولار من بيانات اقتصادية أمريكية جاءت أقوى من التوقعات.

وعلى الرغم من الأداء الإيجابي للاقتصاد الأمريكي، ظل الزوج تحت الضغط. فقد أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث توسع الاقتصاد الأمريكي بوتيرة قوية، إلى جانب استمرار الضغوط التضخمية، ما عزز مرونة الدولار من الناحية الأساسية.

كما ساهمت بيانات سوق العمل في دعم العملة الأمريكية، مع استمرار نمو الوظائف في القطاع الخاص بوتيرة معتدلة تعكس بقاء سوق العمل مشدودًا نسبيًا. وفي المقابل، أظهرت بعض المؤشرات إشارات تباين، من بينها تراجع الإنتاج الصناعي وضعف ثقة المستهلكين في ديسمبر، ما حدّ من مكاسب الدولار.

في المقابل، تلقى الين الياباني دعمًا ملحوظًا بعد تصريحات قوية من المسؤولين اليابانيين بشأن تحركات سوق الصرف. وأكدت السلطات أن الحكومة لن تتردد في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة التحركات المفرطة في سعر الين، ما أعاد إحياء توقعات التدخل ودفع المستثمرين إلى تقليص مراكز البيع على الين.

ورغم هذا الدعم، لا تزال السياسة النقدية لبنك اليابان تشكل عامل كبح أمام ارتفاع الين على المدى المتوسط. فالبنك المركزي الياباني يواصل تبني نبرة حذرة بعد رفع سعر الفائدة الأخير، دون تقديم إشارات واضحة بشأن توقيت أي زيادات إضافية، في ظل مخاوف من تأثير التشديد على النمو.

وبين قوة البيانات الأمريكية من جهة، وارتفاع الين المدفوع بمخاطر التدخل الرسمي من جهة أخرى، يظل زوج الدولار/الين عالقًا في نطاق ضيق، مع ميل هبوطي معتدل خلال تعاملات اليوم.