مؤشر الدولار الأمريكي يتراجع بعد صعود لذروة شهر قبيل محادثات صعبة مع الصين
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بعد بلوغه أعلى مستوياته في شهر، وسط شكوك حول فاعلية الاتفاق التجاري مع المملكة المتحدة، وترقب لمحاورات أمريكية-صينية حساسة. في المقابل، تترقب الأسواق توجهات الفيدرالي وخطابات مسؤوليه.

سجّل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) أعلى مستوى له في قرابة شهر يوم الجمعة، بوصوله إلى 100.86، قبل أن يعكس مساره ويتراجع إلى نحو 100.45 مع تصاعد الترقب لمحادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين المقررة في سويسرا خلال عطلة نهاية الأسبوع. تراجع الزخم الصعودي جاء وسط خيبة أمل متزايدة من الاتفاق التجاري المُعلن بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الذي وُصف بأنه محدود وغير شامل، حيث لم تُزل واشنطن الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات البريطانية.
يبدو أن هذه الصفقة المحدودة تضعف موقف الولايات المتحدة قبيل مباحثاتها مع الصين، خاصة أن الجانب الصيني يشترط رفع الرسوم كشرط أساسي للمضي قدمًا في التفاوض. ورغم أن الرئيس الأمريكي عبّر عن انفتاحه على تخفيض الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 50%، فإن محللين يرون أن موقع التفاوض الأمريكي ليس بالقوة التي يوحي بها الخطاب السياسي.
بالتوازي، يشهد يوم الجمعة نشاطًا مكثفًا من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إذ يشارك عدد منهم في مؤتمرات اقتصادية داخل الولايات المتحدة وخارجها، تتضمن خطابات ومناقشات حول سوق العمل والإنتاجية والسياسة النقدية، مما قد يؤثر على توقعات السوق بشأن الفائدة.
على صعيد السوق، لا تزال الأسهم الأوروبية تسجل ارتفاعًا معتدلًا، بينما حافظت العقود الآجلة الأمريكية على استقرار نسبي. وتشير أداة "CME FedWatch" إلى احتمالات منخفضة نسبيًا لخفض سعر الفائدة في اجتماع يونيو، ولكنها ترتفع بوضوح بحلول يوليو. في الوقت ذاته، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات لتصل إلى نحو 4.37%.
التحليل الفني
رغم اختراق DXY لمستوى مقاومة سابق عند 100.22، فإن المسار الصاعد لا يخلو من التحديات. فالاتفاق التجاري المبدئي الذي لم يلغِ الرسوم قد يدفع الأسعار نحو الارتفاع ويغذي مخاوف من سيناريو تضخمي مع تباطؤ اقتصادي محتمل. المقاومة التالية أمام المؤشر تقع عند 101.90، تليها 102.47. أما في حال الهبوط، فقد يتعرض المؤشر لاختبار دعم عند 97.73، ثم مستويات أعمق عند 96.94، وربما أدنى من ذلك إذا سادت الأجواء السلبية.