مؤشر داو جونز يتعثر عند عتبة 45 ألف نقطة وسط ضغوط قطاع التكنولوجيا وتغير سلوك المستهلكين

فشل مؤشر داو جونز في الحفاظ على مكاسبه المبكرة وتراجع مجددًا قرب 45 ألف نقطة مع هبوط أسهم التكنولوجيا وتباطؤ أرباح "هوم ديبوت"، بينما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية وتصريحات البنوك المركزية خلال الأسبوع.

Aug 19, 2025 - 20:47
مؤشر داو جونز يتعثر عند عتبة 45 ألف نقطة وسط ضغوط قطاع التكنولوجيا وتغير سلوك المستهلكين

تذبذب مؤشر داو جونز الصناعي يوم الثلاثاء بعد أن افتتح التعاملات بمكاسب قوية قبل أن يتراجع مجددًا، ليمحو الارتفاعات المبكرة ويظل تحت ضغط واضح من قطاع التكنولوجيا. ويواصل المؤشر اختبار مستوى 45 ألف نقطة، فيما يظل المستوى 45,277 هو العائق الرئيسي أمام أي محاولة لتسجيل قمم جديدة، بينما يقف المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا عند 43,875 كنقطة دعم محتملة في حال استمرار الهبوط.

وجاء التراجع مدفوعًا بإعادة تقييم المستثمرين لمراكزهم المرتبطة بالأسهم التكنولوجية، بعد أن أخفقت نتائج أرباح "هوم ديبوت" في تلبية توقعات المحللين للربع الثاني على التوالي. ورغم إعلان الشركة عن ارتفاع الإيرادات إلى 45.38 مليار دولار بزيادة 5% سنويًا، فإن الأرباح لم تحقق المستوى المتوقع. ومع ذلك، ارتفع سهم الشركة بحوالي 3%، لكن المستثمرين ظلوا حذرين في ظل مؤشرات على تغير أنماط إنفاق المستهلكين، حيث يتجه الأمريكيون إلى مشاريع منزلية أصغر وأرخص بدلًا من التجديدات الكبرى، وهو ما قد يضعف أحد محركات الاستهلاك الرئيسية في الاقتصاد.

وفي الوقت نفسه، بدأت آثار الرسوم الجمركية تظهر تدريجيًا على سلاسل الإمداد، مع ملاحظة ارتفاع أسرع في الأسعار داخل الفئات ذات سلاسل الإمداد الأقصر مثل الأجهزة المنزلية الصغيرة، وهو ما يزيد الضغوط على المستهلكين.

أما في قطاع التكنولوجيا، فقد شهدت الأسهم موجة بيع ملحوظة، حيث تراجع سهم "إنفيديا" بأكثر من 3%، بينما أعلنت "ميتا" المالكة لفيسبوك عن إعادة هيكلة شاملة لقسم الذكاء الاصطناعي، مقسمة إياه إلى وحدات أصغر ذات أهداف أكثر تحديدًا. كما قررت الشركة التخلي عن الاعتماد الحصري على تقنياتها الداخلية والبدء في الاستعانة بمنتجات شركات أخرى في مجال الذكاء الاصطناعي، في تحول استراتيجي مفاجئ بعد سنوات من الاستثمارات الضخمة في بناء بنيتها الخاصة.

وبينما يترقب المستثمرون خلال الأيام المقبلة صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات PMI، إلى جانب تصريحات مسؤولي البنوك المركزية، يبقى السؤال المطروح ما إذا كان داو جونز سيتمكن من استعادة زخمه الصعودي أم أنه في طريقه لموجة تصحيح أوسع.