شهدت أسواق الأسهم الأمريكية اضطرابًا ملحوظًا يوم الجمعة، حيث هوى مؤشر داو جونز الصناعي بما يقارب 780 نقطة خلال اليوم، قبل أن يقلص بعض خسائره ويغلق قرب مستوى 41,750 نقطة. جاءت هذه التحركات العنيفة بعد تصريحات من الرئيس السابق دونالد ترامب عبّر فيها عن دعمه لفرض رسوم جمركية على منتجات آبل المصنعة خارج الولايات المتحدة، في خطوة غير معتادة باستهدافه شركة بعينها.
كما هدد ترامب، عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، بفرض رسوم بنسبة 50% على كافة الواردات الأوروبية اعتبارًا من بداية يونيو، مشيرًا إلى جمود المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي. وأثار هذا التصعيد الجمركي قلق المستثمرين، خصوصًا في ظل غياب الوضوح بشأن ما إذا كانت هذه التصريحات تمثل سياسة رسمية، وهو ما حاول البيت الأبيض التخفيف من حدته بالإشارة إلى أن أقوال ترامب لا تعني بالضرورة قرارات حكومية.
يرى خبراء اقتصاديون أن التهديدات المتكررة بالتعريفات تساهم في زعزعة ثقة الأسواق، حتى لو لم تُنفذ، إذ تعكس حالة عدم اليقين السياسي التي لا تزال تخيّم على البيئة الاستثمارية في الولايات المتحدة. ووفقًا لبول دونوفان، كبير الاقتصاديين في UBS، فإن الأسواق تتعامل بحذر مع هذه التصريحات لكنها تظل مؤثرة على ثقة المتعاملين.
تقنيًا، عاد مؤشر داو جونز لاختبار المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم، ما يشير إلى احتمالية انتهاء موجة التعافي التي شهدها سابقًا عقب تعليق مؤقت للتعريفات. ويغلق المؤشر على خسائر أسبوعية وسنوية بنحو 2% منذ بداية يناير، فيما يترقب المستثمرون خطابًا لرئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الأحد قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة قبل صدور محضر اجتماع الفائدة في منتصف الأسبوع القادم.
