هدنة تجارية مؤقتة ترفع العقود الآجلة: ترامب يؤجل الرسوم وأرباح Nvidia وSalesforce تترقب الأسواق

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية قفزة ملحوظة يوم الإثنين، رغم إغلاق الأسواق بمناسبة عطلة يوم الذكرى، مدفوعة بتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن. وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنسبة تفوق 1%، فيما زادت عقود NASDAQ 100 بما يفوق 1.5%، ما يشير إلى تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة قبل انطلاق تعاملات يوم الثلاثاء.

وكان ترامب قد أعلن عبر منصة "تروث سوشيال" مساء الأحد عن تأجيل الموعد النهائي لفرض رسوم جديدة على السلع الأوروبية من 1 يونيو إلى 9 يوليو، بعد محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من التصريحات التصعيدية، تخللتها تراجعات متكررة، مما جعل الأسواق تتوقع أن يكون نهج الإدارة الأمريكية الحالي أكثر ليونة في المرحلة المقبلة.

التقلبات السياسية والتجارية الأخيرة انعكست بشكل مباشر على مؤشرات السوق، حيث كان مؤشر داو جونز قد تراجع بنسبة 2.5% الأسبوع الماضي بسبب التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 50%. ويُعلق خبراء، مثل بول دونوفان من UBS، بأن المستثمرين باتوا معتادين على هذا النمط المتكرر من التصعيد والتهدئة، رغم تأثيره الواضح في زيادة الضبابية والقلق بشأن مستقبل العلاقات التجارية.

على جانب آخر، يترقب المستثمرون صدور نتائج أرباح كل من Nvidia وSalesforce يوم الأربعاء، بعد إغلاق السوق، وسط توقعات كبيرة بأن تؤثر هذه النتائج في حركة الأسهم بشكل مباشر. من المتوقع أن تسجل Nvidia أرباحًا معدلة قدرها 0.73 دولار للسهم، على إيرادات تقترب من 43.17 مليار دولار، رغم التحديات التنظيمية المتعلقة بشريحة H20، والتي تخضع لقيود تصدير صارمة. في المقابل، من المرتقب أن تحقق Salesforce أرباحًا قدرها 2.55 دولار للسهم، وإيرادات بنحو 9.75 مليار دولار، مع اهتمام خاص بأداء منصتها الجديدة Agentforce.

وفي سياق آخر، أوصى محللو بنك أوف أمريكا بشراء سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا، رغم أن عوائدها وصلت إلى 5.04%، في إشارة إلى تزايد المخاوف بشأن استدامة مسار الديون الأمريكية. وتأتي هذه التوصيات في وقت يستعد فيه المستثمرون لقراءة محضر اجتماع الفيدرالي الأخير، لمعرفة ما إذا كان التضخم أم البطالة سيكون محور تركيز المرحلة المقبلة في سياسة البنك المركزي.

مجمل هذه التطورات – من التخفيف المؤقت في التوترات التجارية إلى توقعات نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى – يجعل من هذا الأسبوع محطة محورية في مسار السوق الأمريكية، وسط مراقبة حثيثة لكل ما قد يؤثر في ثقة المستثمرين وتحركات رأس المال.