وول ستريت تتعثر: داو جونز يفقد 550 نقطة مع بداية سبتمبر المضطرب

شهدت الأسواق الأمريكية بداية صعبة لشهر سبتمبر، حيث فقد مؤشر داو جونز الصناعي نحو 550 نقطة في الجلسة الأولى بعد عطلة نهاية الأسبوع الطويلة. وجاء التراجع مدفوعًا بارتفاع عوائد السندات، ومخاوف متزايدة بشأن تمويل الحكومة ومستويات الدين، إلى جانب القلق من عودة الضغوط التضخمية.

ورغم محاولة الأسواق تعويض خسائرها، إلا أن بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادرة عن معهد إدارة التوريد ألقت بظلال ثقيلة على المعنويات. فقد ارتفع المؤشر قليلًا إلى 48.7 نقطة في أغسطس، مقارنة بـ 48 نقطة في يوليو، لكنه بقي للشهر السادس على التوالي دون المستوى الفاصل عند 50، مما يشير إلى استمرار الانكماش. وأكدت تفاصيل التقرير أن ارتفاع الأسعار الناتج عن نفاد المخزونات ساهم في هذا الارتفاع المحدود، بينما تجنبت الشركات التوسع في التوظيف وسط ضبابية السياسات التجارية.

تزامن ذلك مع تقلص المخزونات التي وصلت سابقًا إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، ما أجبر الشركات على المنافسة للحصول على المواد المحدودة، في وقت تتراجع فيه الطاقة الإنتاجية للمصانع. المستجيبون لمسح PMI سلطوا الضوء على أثر التعريفات الجمركية، بما في ذلك الرسوم المفروضة على البرازيل والهند وإلغاء حصص السكر، إضافة إلى ارتفاع تكاليف مواد البناء، معتبرين أنها عوامل رئيسية وراء تباطؤ نمو الطلبات الجديدة. وأكد بعضهم أن مستويات النشاط الحالية أسوأ من تلك التي شهدتها الأسواق إبان الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وتترقب الأسواق خلال الأسبوع الجاري صدور بيانات اقتصادية مهمة، بدءًا بتقرير فرص العمل (JOLTS) يوم الأربعاء، ثم مؤشر الخدمات من ISM يوم الخميس، وصولًا إلى تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، والذي سيحدد ملامح التوقعات بشأن السياسة النقدية. في الوقت نفسه، أثارت تقارير عن تدخلات سياسية في نشر البيانات الاقتصادية الأمريكية قلق المستثمرين بشأن مصداقية الأرقام الرسمية في المرحلة المقبلة.