وول ستريت تواصل الصعود: داو جونز يضيف 100 نقطة بدعم أسهم الذكاء الاصطناعي

مددت الأسهم الأمريكية موجة صعودها خلال تعاملات الثلاثاء، مسجلة رابع جلسة متتالية من المكاسب، مع استمرار شهية المستثمرين تجاه أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في أسبوع تداول مختصر بسبب عطلات نهاية العام. وواصل مؤشر S&P 500 الاقتراب من مستوياته القياسية، في إشارة إلى مرونة واضحة في معنويات السوق.

ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 0.3% ليتداول قرب مستوى 6900، بينما تفوق مؤشر ناسداك المركب مسجلًا مكاسب تقارب 0.4%، مدعومًا بالأداء القوي لأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى. كما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 100 نقطة، في حين خالفت الأسهم الصغيرة الاتجاه، حيث تراجع مؤشر راسل 2000 بحوالي 0.6%، ما يعكس حذر المستثمرين تجاه الشركات الأكثر حساسية لدورات النمو الاقتصادي.

وجاء هذا الأداء في وقت استوعبت فيه الأسواق بيانات قوية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، والتي أظهرت نمو الاقتصاد بمعدل سنوي بلغ 4.3% في الربع الثالث، متجاوزًا التوقعات بشكل ملحوظ. وكان إنفاق المستهلكين العامل الرئيسي وراء هذا التوسع، بعدما سجل تسارعًا مقارنة بالربع السابق.

وأثارت هذه البيانات في البداية بعض التردد بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن الأسهم سرعان ما استعادت زخمها مع تمسك المستثمرين بتوقعات استمرار دورة التيسير النقدي خلال العام المقبل. ولا تزال الأسواق تسعّر احتمال تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام القادم، رغم قوة النمو على المدى القريب.

في المقابل، أظهرت بيانات المعنويات صورة أكثر حذرًا، إذ تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمر في ديسمبر، مع انخفاض أغلب مكوناته، ما يعكس استمرار قلق الأسر الأمريكية بشأن التوقعات الاقتصادية المستقبلية.

وعلى صعيد الشركات، لفتت الأنظار أنباء عن عزم شركة Citadel إعادة نحو 5 مليارات دولار من الأرباح إلى المستثمرين مطلع العام المقبل، في خطوة تعكس الأداء القوي لقطاع إدارة الأصول البديلة.

في أسواق السلع، واصلت المعادن النفيسة تسجيل مستويات قياسية، حيث صعد الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق متجاوزًا 4530 دولارًا للأونصة، بينما قفزت الفضة فوق 70 دولارًا للأونصة، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة ومخاوف التضخم طويلة الأجل.

ومع اقتراب عطلة عيد الميلاد وإغلاق الأسواق مبكرًا، يدخل المستثمرون موسم العطلات والأسهم الأمريكية قرب قمم تاريخية، مدفوعة بزخم التكنولوجيا، واقتصاد أمريكي مرن، وتوقعات بسياسة نقدية أكثر مرونة في الفترة المقبلة.