وول ستريت حائرة بين التفاؤل والحذر وسط ضبابية تجارية ومخاوف اقتصادية
افتتحت مؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات الثلاثاء على تذبذب واضح، متأثرة بمخاوف التباطؤ الاقتصادي وتصاعد التوترات التجارية، خصوصاً مع الصين والاتحاد الأوروبي. في المقابل، يرى بعض المحللين فرصاً إيجابية في الأسابيع المقبلة رغم أجواء عدم اليقين.

شهدت الأسواق الأميركية حالة من التذبذب في بداية تداولات الثلاثاء، حيث افتتحت المؤشرات الرئيسية بلا اتجاه واضح، عقب مكاسب محدودة سجلتها في أولى جلسات يونيو. ويأتي هذا الأداء في ظل تصاعد القلق بشأن مستقبل النمو الاقتصادي، بالتزامن مع ترقب المستثمرين لأي تطورات تخص الاتفاقيات التجارية التي قد تعقدها الولايات المتحدة.
حافظ مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي على أداء شبه مستقر، في حين أظهر مؤشر ناسداك المركّب تفوقاً نسبياً، بارتفاع بلغ نحو 0.2%. هذا التباين تزامن مع خفض منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها لنمو الاقتصاد الأميركي خلال العام الجاري إلى 1.6% فقط، مقارنة بتقدير سابق بلغ 2.2%.
في سياق متصل، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.42%، مع تحوّل المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط الضبابية المتزايدة. كما تأثرت الأسواق سلبًا بالتوترات التجارية المتنامية، خاصة بعد اتهام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للصين بانتهاك اتفاق تجاري مؤقت، وردّ بكين برفض تلك المزاعم، مما زاد من تعقيد المشهد التفاوضي.
وفي خطوة أخرى أثارت الجدل، انتقد الاتحاد الأوروبي نية واشنطن رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50%، معتبراً أن هذه السياسة قد تُعيق المفاوضات الجارية وتدفع الاتحاد نحو اتخاذ إجراءات مضادة.
رغم هذه التوترات، عبّر بعض المحللين عن نظرة تفاؤلية حذرة، حيث أشار جيف ديغراف، رئيس قسم التحليل الفني في "رينيسانس ماكرو"، إلى أن الفترة الحالية تُعد تاريخيًا واحدة من الفترات الإيجابية للأسواق. وصرّح خلال مقابلة تلفزيونية أن الستة أسابيع المقبلة قد تشهد أداءً جيدًا يُقارب ما يحدث عادة في الربع الأخير من السنة، مما يجعله يرفض تقليص حجم الاستثمارات في الوقت الراهن.
وكانت المؤشرات الثلاثة قد أنهت تعاملات الإثنين على ارتفاعات طفيفة رغم التوترات، حيث زاد مؤشر S&P 500 بنسبة 0.4%، ومؤشر ناسداك بنسبة 0.7%، في حين ارتفع داو جونز بنحو 0.1%.