يورو/دولار يتماسك وسط غموض قرار ترامب وتشدد الفيدرالي
استقر زوج اليورو/الدولار قرب مستوى 1.1485 وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد تأجيل قرار ترامب بشأن إيران، في ظل ميل الاحتياطي الفيدرالي للحذر وتشديد السياسة النقدية. وتنتظر الأسواق مؤشرات أمريكية وألمانية جديدة لتحديد الاتجاه القادم للعملة.

شهد زوج اليورو/الدولار استقرارًا قرب مستوى 1.1485 يوم الخميس، في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين الجيوسياسي، لا سيما بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي ترامب سيقرر بشأن الرد على إيران خلال أسبوعين. يأتي هذا في وقت تراجعت فيه شهية المستثمرين للمخاطرة، ما انعكس على أداء الأسواق.
رغم إغلاق البورصات الأمريكية احتفالًا بيوم الحرية، أشارت العقود الآجلة للأسهم إلى مزيد من التراجع، في ظل توقف المحادثات التجارية بين واشنطن وشركائها، ما زاد من حذر المتداولين. وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، مشيرًا إلى أن التضخم لا يزال أعلى من 3%، الأمر الذي يعوق أي خفض قريب في الفائدة. وتشير توقعات الفيدرالي إلى خفض محدود خلال عامي 2025 و2026.
رئيس الفيدرالي، جيروم باول، أكد أن البنك سيتريث في اتخاذ خطوات جديدة، معتبرًا أن السياسة الحالية "مقيدة باعتدال"، ومشدّدًا على أهمية استمرار قوة سوق العمل وتراجع التضخم قبل اتخاذ أي قرار بشأن الفائدة.
من جانبهم، أبدى مسؤولو البنك المركزي الأوروبي قلقهم من المخاطر المرتبطة بالسياسة النقدية وأكدوا أهمية اليورو كعملة دولية، في ظل حالة ترقب لبيانات اقتصادية أمريكية وألمانية مرتقبة، منها مؤشر التصنيع في فيلادلفيا والإنتاج الصناعي الألماني.
اقتصاديًا، توقع ملخص التوقعات الفيدرالي تراجع نمو الناتج المحلي لعام 2025 إلى 1.4%، مع ارتفاع متوقع في معدل التضخم إلى 3.1%، وتعديل طفيف في توقعات البطالة. كما حذر مسؤولون أوروبيون من احتمال تعرض الاتحاد الأوروبي لركود إذا تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط، مع إشارات إلى تأثيرات محتملة لارتفاع أسعار النفط.
فنيًا، يتماسك زوج اليورو/الدولار بالقرب من 1.1500 بعد أن ارتد من مستوى 1.1458. وقد يؤدي اختراق مستوى 1.1500 إلى تمهيد الطريق نحو 1.1578 ثم 1.1600، بينما يمثل الإغلاق دون هذا المستوى تهديدًا بإعادة اختبار منطقة الدعم عند 1.1419.