يورو/دولار يحقق مكاسب قوية وسط تراجع الدولار وتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية
ارتفع زوج يورو/دولار بدعم من تراجع الدولار الأمريكي بعد بيانات تضخم ضعيفة حفّزت الدعوات لخفض الفائدة، وسط تنامي الثقة باليورو كعملة احتياطية عالمية. وتترقب الأسواق خطاب باول وبيانات اقتصادية جديدة لتحديد مسار السياسة النقدية القادمة.

شهد زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا مقتربًا من مستوى 1.1250، مدعومًا بتراجع الدولار إثر بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة لشهر أبريل، والتي أظهرت تباطؤًا في مؤشر أسعار المستهلك إلى 2.3%، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من أربع سنوات. هذا التباطؤ زاد من الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وهي خطوة طالب بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنًا، مكررًا انتقاداته لرئيس المجلس جيروم باول.
في منشور على منصة "تروث سوشال"، أكد ترامب أن لا وجود فعليًا للتضخم، مشيرًا إلى تراجع أسعار البنزين والطاقة والسلع الغذائية، ومطالبًا المجلس الفيدرالي باتباع سياسات مشابهة لما قامت به أوروبا والصين. ورغم هذه التصريحات، لم يظهر المستثمرون تحولًا كبيرًا في توقعاتهم، حيث لا تزال الأسواق ترى احتمالًا قويًا بالإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير حتى اجتماع يوليو، بحسب أداة FedWatch من مجموعة CME.
ومن جهة أخرى، يعزز ارتفاع زوج يورو/دولار الأداء القوي للعملة الأوروبية التي تفوقت أمام معظم العملات الرئيسية خلال جلسات الأربعاء، باستثناء الين الياباني. وجاء هذا الأداء مدفوعًا بتزايد الثقة في اليورو كعملة احتياطية عالمية، خاصة بعد أن اتخذت ألمانيا خطوات غير مسبوقة بتجاوز قواعدها المالية التقليدية لدعم الإنفاق الحكومي والدفاعي، وهو ما اعتبره المحللون في "كابيتال إيكونوميكس" دافعًا إضافيًا نحو تعزيز مكانة اليورو عالميًا.
كما أشار محافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيليروي دي غالهو إلى إمكانية خفض إضافي للفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي قبل نهاية الصيف، مؤكدًا أن ارتفاع الرسوم الأمريكية قد يرفع التضخم في الولايات المتحدة، لكنه لن يكون له الأثر نفسه في أوروبا، مما يفتح المجال أمام تيسير إضافي في السياسة النقدية الأوروبية.
أما على صعيد العلاقات التجارية، فلا تزال الأسواق تترقب أية مؤشرات جديدة حول المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط غياب ملحوظ لأي تقدم ملموس. ومن المتوقع أن يستحوذ خطاب جيروم باول يوم الخميس على اهتمام المتداولين، إلى جانب بيانات مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين التي ستصدر في نفس اليوم، والتي قد تعيد تشكيل توقعات السوق بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.