أسعار الذهب تتراجع بفعل تفاؤل الأسواق وتجدد قوة الدولار الأمريكي
تراجعت أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي متأثرة بتحسن شهية المخاطرة وعودة الدولار الأمريكي للصعود وسط تأجيل التعريفات الجمركية الأمريكية على الاتحاد الأوروبي. ورغم الضغوط الحالية، لا تزال المخاوف المالية والجيوسياسية تدعم احتمالات استقرار المعدن الأصفر.

تواصل أسعار الذهب خسائرها لليوم الثاني على التوالي، متأثرةً بتحسن نسبي في شهية المستثمرين للمخاطرة نتيجة تأجيل الولايات المتحدة لفرض تعريفات جمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي، وهو ما أضفى نوعًا من التفاؤل على الأسواق. كما ساهم تعافي الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في تعزيز الضغوط على الذهب، مما أدى إلى تراجع المعدن الأصفر عن أعلى مستوياته في أسبوعين.
ورغم ذلك، لا يزال عدم اليقين يسيطر على الأجواء، خاصة في ظل السياسات الاقتصادية والتجارية المتقلبة لإدارة ترامب. يزداد القلق في الأسواق من أن التخفيضات الضريبية المقترحة ضمن "الصفقة الكبيرة الجميلة" ومشروع قانون الإنفاق المصاحب قد تؤدي إلى اتساع كبير في العجز الأمريكي، ما قد يُضعف الدولار على المدى المتوسط، خاصة في ظل التوقعات المتزايدة بأن الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام لدعم النمو الاقتصادي.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، ساهم التصعيد العسكري الروسي في أوكرانيا، إلى جانب استمرار التوتر في غزة، في دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما أشار ترامب إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على موسكو، واصفًا الرئيس الروسي بـ"الجنون".
من جهة أخرى، يترقب المستثمرون هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، أبرزها طلبيات السلع المعمرة، وثقة المستهلك، بالإضافة إلى محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، والذي قد يكشف عن توجهات السياسة النقدية المستقبلية. كذلك ستصدر بيانات الناتج المحلي ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي يومي الخميس والجمعة، وهي بيانات من شأنها تحريك سوق الذهب بشكل ملموس.
من الناحية الفنية، يقترب سعر الذهب من كسر دعم خط الاتجاه الصاعد قصير المدى قرب مستويات 3323 دولارًا، والذي إذا تم تجاوزه فقد تمتد الخسائر إلى 3300 دولار، حيث يقبع المتوسط المتحرك لـ100 فترة. في المقابل، فإن أي عودة فوق مستوى 3366 دولارًا قد تفتح المجال للارتفاع مجددًا إلى مستويات 3400 ثم 3430 دولارًا، على أن يكون الحاجز النفسي 3500 هو الهدف الأكبر في حال استمرار الزخم الصعودي.