أسعار الذهب ترتفع فوق 3400 دولار وسط تصاعد القلق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بسبب تصعيد ترامب ضد باول
افتتحت أسعار الذهب تداولات الأسبوع بقوة، مسجلة أعلى مستوى تاريخي لها عند 3430 دولارًا للأونصة، مدعومة بتصاعد المخاوف السياسية في الولايات المتحدة. وجاء هذا الارتفاع الحاد بنسبة 2.56% مدفوعًا بانتقادات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا إياه بـ"الخاسر الكبير" بسبب تأخيره في خفض أسعار الفائدة.
في وقت كتابة التقرير، يتداول الذهب عند 3419 دولارًا، بعد أن سجل أدنى مستوى يومي له عند 3329 دولارًا. تعززت مكاسب المعدن الأصفر في ظل تزايد الشكوك حول استقلالية السياسة النقدية الأمريكية، حيث أشار باول مؤخرًا إلى احتمال مواجهة الاقتصاد الأمريكي لسيناريو "ركود تضخمي"، معترفًا بتحدي التوازن بين أهداف التضخم والنمو.
ضعف الدولار يدعم الذهب
تراجعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ، حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) إلى 97.92، وهو أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، في ظل تصاعد التوترات السياسية والمخاوف من تدخلات في السياسة النقدية. كما تزداد الترقبات في الأسواق لخطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يتحدث كل من فيليب جيفرسون، باتريك هاركر، ونيل كاشكاري يوم الثلاثاء.
عوائد السندات ترتفع دون التأثير على الذهب
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس لتصل إلى 4.373%، كما صعدت العوائد الحقيقية بمقدار 3.5 نقاط إلى 2.14%. ومع ذلك، لم تتمكن هذه الارتفاعات في العوائد من كبح ارتفاع أسعار الذهب، الذي استفاد من بيئة المخاطر السياسية والنقدية.
التوقعات المستقبلية والفنية للذهب XAU/USD
فنيًا، يستمر الاتجاه الصعودي لزوج الذهب/الدولار (XAU/USD)، مع إمكانية التوجه نحو 3450 دولارًا على المدى القريب. ويشير كسر القمم السابقة إلى هيمنة الزخم الإيجابي، على الرغم من أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يُظهر وصول السوق إلى منطقة تشبع شرائي، ما قد يمهد لتصحيح محتمل على المدى القصير.
في حال تراجع السعر دون 3400 دولار، سيكون الدعم الأول عند 3357 دولارًا (قمة 17 أبريل)، يليه دعم أقوى عند 3300 دولار. أما في حال مواصلة الارتفاع، فقد يستهدف الذهب مستوى 3500 دولار، وهو ما توقعه بنك "سيتي" ضمن الأفق الزمني للأشهر الثلاثة المقبلة.
نظرة على المفكرة الاقتصادية
يخلو جدول البيانات الأمريكي من مؤشرات قوية في بداية الأسبوع، لكن الأسواق تستعد لسلسلة من الفعاليات التي تشمل خطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، وبيانات مؤشر مديري المشتريات من S&P Global، وطلبات السلع المعمرة، بالإضافة إلى القراءة النهائية لمؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان.
