أسعار الذهب تتراجع دون 3300 دولار رغم المخاوف الجيوسياسية والدين الأمريكي
تراجعت أسعار الذهب عن مكاسبها مع صعود الدولار بدعم من بيانات اقتصادية أمريكية قوية، في حين لا تزال المخاوف بشأن العجز المالي الأمريكي والتوترات الجيوسياسية تعزز التوقعات الإيجابية للمعدن. الأداء الفني يظهر تردداً في اتجاه الذهب، لكن الأساسيات تواصل دعمه.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات الخميس، حيث هبطت إلى ما دون حاجز 3300 دولار بعد أن فقدت الزخم الذي دفعها لاختبار أعلى مستوياتها خلال أسبوعين عند 3345 دولار في وقت سابق من اليوم. هذا الانخفاض جاء نتيجة صعود الدولار الأمريكي، مدعومًا ببيانات قوية لمؤشر مديري المشتريات في الولايات المتحدة لشهر مايو، والتي أظهرت تحسنًا في نشاط القطاع الخاص بشكل فاق التوقعات.
وفقًا لتقرير "ستاندرد آند بورز جلوبال"، ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب إلى 52.1 بعد أن سجل 50.6 في أبريل، مما يعكس توسعًا ملحوظًا في الإنتاجين الصناعي والخدمي. هذا الأداء عزز من موقع الدولار، حيث ارتفع مؤشره (DXY) إلى 99.90 بعد أن كان عند مستوى منخفض بلغ 99.35، مما جعل الذهب أقل جاذبية نسبيًا للمستثمرين.
رغم هذا التراجع، لا تزال التوقعات تجاه الذهب إيجابية، خصوصًا في ظل تنامي القلق من تصاعد الدين الأمريكي، خاصة بعد تمرير مجلس النواب مشروع قانون جديد لخفض الضرائب قد يضيف 3.8 تريليون دولار إلى الديون خلال عقد، وفقًا لتقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس. وقد أدى هذا الوضع إلى خفض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني من قبل وكالة موديز إلى Aa1، وهو ما يرفع تكلفة الاقتراض ويؤثر سلبًا على الدولار على المدى المتوسط.
من جهة أخرى، فإن التوترات الجيوسياسية، وتحديدًا الجمود في محادثات الهدنة بين روسيا وأوكرانيا، تواصل دعم الطلب على الأصول الآمنة كالذهب. تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة قللت من فرص التوصل إلى اتفاق قريب، مما زاد من المخاوف العالمية بشأن استقرار الأوضاع.
وعلى الصعيد الفني، تظل أسعار الذهب أعلى من متوسطها المتحرك الأسي لـ20 يومًا، ما يعكس ميلًا صعوديًا في الاتجاه العام، رغم التذبذب الحالي ضمن نطاق ضيق بين مستويات الدعم عند 3120 دولار والمقاومة قرب 3440 دولار. في الوقت ذاته، يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى حالة من الحذر بين المتداولين، مما يجعل الأسواق في وضع ترقب لأي إشارات جديدة قد تحرك السعر بوضوح.