شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا خلال تداولات الثلاثاء، إذ انخفض المعدن الثمين بنسبة تقارب 2% ليتداول دون مستوى 3300 دولار للأونصة. جاء هذا الانخفاض نتيجة تحسن المعنويات في الأسواق العالمية، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو، مما قلّص من الطلب على الأصول الآمنة.
تعززت مكاسب الدولار الأمريكي مدعومةً ببيانات اقتصادية إيجابية، أبرزها ارتفاع ثقة المستهلك في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات، ما دفع مؤشر الدولار للصعود بنسبة 0.62% ليصل إلى 99.54. وقد ساعد هذا التحول في التوجه الاستثماري نحو الأصول ذات المخاطر، مثل الأسهم، على تقليص جاذبية الذهب.
كما أشارت تقارير إلى أن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والهند تقترب من تحقيق انفراج، ما أضاف إلى حالة التفاؤل في الأسواق. ومع ذلك، كشفت بيانات أخرى عن انخفاض كبير في طلبات السلع المعمرة خلال أبريل، وهو الأعلى منذ أواخر 2020، متأثرًا بعدم اليقين المتعلق بالتعريفات الجمركية والسياسات الضريبية.
على صعيد السياسة النقدية، تتجه أنظار المستثمرين نحو محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم المفضل للمركزي الأمريكي (PCE)، لتقييم مسار أسعار الفائدة.
رغم هذا التراجع، لا تزال النظرة المستقبلية للذهب إيجابية على المدى المتوسط، خاصة في ظل استمرار المخاوف بشأن العجز المالي الأمريكي وخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. كما أظهرت بيانات حديثة أن واردات الصين من الذهب ارتفعت بشكل ملحوظ عبر هونغ كونغ في أبريل، ما يشير إلى طلب مستمر في الأسواق الآسيوية.
من الناحية الفنية، إذا كسر الذهب مستوى الدعم عند 3250 دولار، قد يتجه نحو منطقة 3204 دولار. أما في حال تعافيه فوق 3300 دولار مجددًا، فقد يعيد اختبار قمم سابقة بالقرب من 3365 و3400 دولار، مع احتمالية الوصول إلى مستويات أعلى لاحقًا.
